التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الأردية

          ░7▒ (بَابُ الأَرْدِيَةِ.
          وَقَالَ أَنَسٌ ☺: جَبَذَ أَعْرَابِيٌّ رِدَاءَ النَّبِيِّ صلعم).
          يريد به ما ذكرَه بعدُ في البُرُودِ والحِبَرةِ [خ¦5809].
          5793- ثُمَّ ساقَ حديثَ عليٍّ ☺: (دَعَا رَسُولُ اللهِ صلعم بِرِدَائِهِ فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَهُ فَأَذِنُوا لَهُمْ.
          فيه أنَّ الرِّداءَ مِن لباسهِ ◙ غيرَ أنَّه لم يَذكر في الحديث صِفةَ لباسِهِ به إن كان مُشتَمِلًا به أو مُتَطَيلِسًا أو على هيئة لباسنا اليوم، وقد رُوي عن طَاوُسٍ أنَّه قال: الشَّمْلَةُ مِن الزِّينة التي أمرَ اللهُ بأخذِها عند كلِّ مَسْجدٍ.
          فصْلٌ: وقوله: (جَبَذَ أَعْرَابِيٌّ) أي جَذَبهُ وهو مقلوبٌ منه، وأصل الجَذْب المدُّ، والرِّدَاءُ تثنيتُه: رِدَاءَان أو رِدَاوَان، لأنَّ كلَّ اسمٍ ممدودٍ لا تخلو همزته أن تكون أصليَّةً فَتُترك في التَّثنية على حالها فتقول: خَطَأان وَجَزَاءَان، أو تكون للتأنيث فتُقلب واوًا لا غير، مثل: صَفْراوَان وسَوْدَاوَان، أو تكون منقلبةً من واوٍ وياءٍ مثل: كِسَاء وَرِدَاء أو مُلْحَقةً مثل عِلْبَاء وحِرْباء ملحقة بسِرْدَاح وشِمْلال فأنتَ في ذلك كلِّه بالخِيَار بين قلبها واوًا وتركها همزةً، قال في «الصِّحاح»: وهو أجودُ.