التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب القلائد والسخاب للنساء

          ░57▒ بابُ القَلَائِدِ وَالسِّخَابِ للنِّسَاءِ.
          يعني: قِلَادَةً مِن طِيبٍ وَسُكٍّ.
          5881- ذكر حديث ابن عبَّاسٍ ☻ قال: خَرَجَ النَّبِيُّ صلعم يَوْمَ عِيدٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ، ثُمَّ أَتَى النِّساءَ فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تَصَدَّقُ بِخُرْصِهَا وَسِخَابِهَا. هذا الحديث سلف.
          والخُرْص _بضمِّ الخاء_ حَلْقةٌ مِن الذَّهَب أو الفِضَّة تكون في الأُذُن. وفي «الصِّحاح» أنَّه بالضمِّ والكسر أيضاً، يُقال: ما في أُذُنها خُرصٌ، وتُسمَّى هذه الحَلْقة أيضاً الخَوْق.
          وفي «البارع»: هي القُرْط يكون فيه حبَّةٌ واحدةٌ في حِلْيَةٍ واحدةٍ.
          والخِرص _بكسر الخاء_ اسمُ الشيءِ المقدَّر، وبالفتح اسم الفعل. وقيل: هما لُغَتان في الشيء المخروص، وأمَّا المصدرُ فبالفتح والمستقبل بالضمِّ والكسر في الراء.
          وأمَّا مِن الكَذَبِ فالخَرَص بالفتح، يُقال: خَرَصَ ويَخْرُصُ واخْتَرَصَ: {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام:116] و{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات:10].
          والسِّخَاب (قِلَادةٌ مِن طِيبٍ وَمِسْكٍ). قال الجَوْهرِيُّ: هي قِلَادةٌ تُتَّخذ مِن سُكِّ وغيره ليس فيها مِن الجوهر شيءٌ. قال: والمسكُّ مِن طِيبٍ، عربيٌّ فيكون قوله على هذا: (مِنْ طِيبِ وَسُكٍّ) واحِدٌ. وقيل: هو المصنوعُ مِن قَرَنْفُل. وقال ابن دُرَيدٍ: هو قِلَادةٌ مِن قَرَنْفُلٍ أو غيره والجمع سُخْبٌ وسُخُبٌ.
          والقَلَائِدُ مِن حُلِيِّ النِّساء أيضاً.