التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ما يذكر في المسك

          ░78▒ بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي المِسْكِ.
          5927- ذكر فيه حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺، أنَّ النَّبِيَّ صلعم قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّومَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ). وقد سلف [خ¦1895].
          ولا شكَّ أنَّ المِسْك أطيبُ الطِّيب، وقد رُوي مِن حديثِ أبي سَعِيدٍ مرفوعاً، وهذا الحديث شاهدٌ له؛ لأنَّه لو كان في الطِّيب فوقَ المِسْك لضربَ به المثَلَ في الطِّيب عنده تعالى. وقد سلف ما للعلماء في المِسْك في الذَّبائح [خ¦5533] [خ¦5534].
          والخُلُوف _بالضمِّ_ التَّغيُّر.
          وقوله: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ..) إلى آخره. يريد أنَّه أمرٌ مخفيٌّ عن المخلوقين ولا يطَّلع عليه إلَّا الربُّ / جلَّ جلاله فيعلمُهُ حقيقةً ويُجازِي عليه لأنَّ الحَفَظَة ترى مَسْكاً عن الطعام، فالنِّيَّة فيه إلى الله تعالى وبها يَصيرُ صائماً. وقد قال بعض العِلْماء: إنَّ الصَّوم رُبْع الإيمان لأنَّه جاء حديثٌ أنَّ الصَّبر نِصف الإيمان، وفي حديث آخر: ((الصَّوم نِصْف الصَّبر)).