التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الإزار المهدب

          ░6▒ (بَابُ الإزَارِ المُهَدَّبِ.
          وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَبي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَحَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ وَمُعَاويَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُمْ لَبِسُوا ثِيَابًا مُهَدَّبَةً).
          5792- ثُمَّ ذكرَ حديثَ عائِشَة ♦ في امرأةِ رِفَاعَةَ القُرَظِيِّ السالف [خ¦5317].
          وليس فيه أكثرَ مِن أنَّ الثيابَ المُهدَّبةَ مِن لُبسِ السَّلف وأنَّه لا بأسَ به، وقال ابنُ التِّين: يريد بها غير مكفوفة الأسفل. وهُدْبُ الثوبِ وهُدَّابُه: ما على أطرافِه، وقال الدَّاوُدِيُّ: ما يبقى مِن الخُيُوط مِن أطرافِ الأَرْدِية والأُزُر يكون لها كالكفِّ لئلَّا ينسِلَ، وليس ذلك مِن الخُيَلاء، وعند الهَرَوِيِّ: هدبتُ الثَّوبَ قَطَعتُه، قال: والهُدْبَةُ القِطْعَة والطَّائفةُ، ومنه هُدْبَةُ الثَّوبِ.
          ولأبي داودَ مِن حديثِ جابرٍ: أتيتُ النَّبِيَّ صلعم وهو مُحْتَبٍ بِشَمْلةٍ وقد وقع هُدْبُها على قدَمِهِ، وفيه: ((وإيَّاكَ وإِسْبَالَ الإزارِ فإنَّهُ مِن الْمَخِيلَةِ)).
          فصْلٌ: قولُها: (فَتَزَوَّجْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ الزَّبِيرِ) هو بفتح الزاي، والجِلْبَابُ المِلْحَفَة.
          وقوله: (لَا، حتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ) فيه ردٌّ واضحٌ على ابن المُسَيِّب في دعواه حِلُّها بالعَقْد، والعُسَيْلَةُ حلاوةُ الفَرْجِ في الفَرْج ليس الإنزال، ودَخَلَت الهاء في تصغير العسل لأنَّه يُذكَّر ويُؤنَّث والغالب التأنيث، وقيل: إنَّما أُنِّث لأنَّه أراد به العُسَيلةَ وهي القِطعة منه، يُقال للقِطْعَة مِن الذَّهَبِ: ذَهَبَةٌ، وسُمِّيَ به الجِمَاعُ، شُبِّهت لذَّته بالعَسَلِ.
          فائدة: (مُعَاويَةُ) هذا قُرَشِيٌّ هَاشِميٌّ مَدَنيٌّ، روى عن رافِعِ بن خَدِيجٍ وأبيه وجمْعٍ، وعنه ابنُه والزُّهْرِيُّ وجمْعٌ، ثقةٌ عالِمٌ، وروى له النَّسَائيُّ حديثًا: ((لا تُمَثِّلوا بالبَهَائمِ)) وابنُ ماجه آخرَ.