التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الميثرة الحمراء

          ░36▒ بَابُ المِيثَرَةِ الحَمْرَاءِ.
          5849- ذكر فيه حديث أَشْعَثَ _وهو ابنُ أبي الشَّعثاء، سُلَيمُ بن الأسودِ المُحَارِبيُّ الكوفي، مات سنة خمسٍ وعشرين ومئةٍ_ عن مُعَاوُيَة بن سُوَيدِ بن مُقَرِّنٍ، عن البَرَاء قال: أَمَرَنا رسول الله صلعم بسبعٍ: عيادةِ المريضِ، واتَّباعِ الجنازة، وتَشْميتِ العاطِس، ونهانا عن لُبْس الحريرِ والدِّيْبَاج، وَالقَسِّيِّ، والاسْتَبْرَق، وَمَيَاثِر الحُمْر. وقد سلف وأسلفنا أيضاً الكلام على المَيَاثر [خ¦5175].
          والاسْتَبْرَقُ: غليظ الدِّيْبَاج والحرير، وهو بالفارسيَّة: استبرَهْ.
          وكان الأصْمَعِيُّ يقول: عرَّبتها العرب، والسُّندسُ ما رقَّ منه، أي: مِن الدِّيْبَاج.
          والدِّيْبَاجُ: ثيابٌ تُتَّخذ مِن الحرير.
          والقَسِيُّ سلف تفسيره في بابه [خ¦5838]، وهي ثيابٌ مِن كَتَّانٍ مخلوطٍ بحريرٍ يُؤتى به مِن مصرَ، منسوبٌ إلى قرية على ساحل البحر قريباً مِن تِنِّيس يُقال لها: القسُّ، والدِّرْهم القَسِيُّ _على وزن الفَتِيِّ_ هو الرَّديء، والجمع قِسْيَان كَصَبيٍّ وصِبيانٍ.
          وقول البُخَارِيِّ: (المِيثَرَةِ) هي بكسر الميم لِبْدَة الفَرَس غير مهموزٍ.
          قال ابن التِّين: وفيه كراهيةُ الحُمْرة في لباس الرِّجال.
          وقال الطَّبَرِيُّ: هي مِن الأُرْجُوان الأحمر، قال: وهذا لا يوافق مذهب مالكٍ لأنَّه غير ممنوعٍ.