التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر؟

          ░55▒ بابُ هَلْ يُجْعَلُ نقشُ الخَاتَم ثلاثةَ أَسْطُرٍ؟
          5878- ذكر فيه حديث ثُمَامةَ، عن أنسٍ ☺ أنَّ أبا بكْرٍ لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ لَهُ، وَكَانَ نَقْشُ الخَاتَمِ ثَلاَثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ.
          5879- قال أبو عبد الله: وزادني أحمدُ، حَدَّثَنا الأنصارِيُّ، حَدَّثَنا أَبي، عن ثُمَامةَ، عن أنسٍ قال: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلعم فِي يَدِهِ، وَفِي يَدِ أبي بكْرٍ بَعْدَهُ، وَفِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أبي بكْرٍ فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ، جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ قَالَ: فَأَخْرَجَ الخَاتَمَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ فَسَقَطَ، قَالَ: فَاخْتَلَفْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مَعَ عُثْمَانَ، نَنْزَحُ البِئْرَ فَلَمْ نَجِدْهُ.
          الشَّرح: هذا كلُّه مباحٌ، وليس كونُ نقْشِ الخَاتَم ثلاثة أسطرٍ أو سطرَين أفضلَ مِن كونه سطراً واحداً، وكنَّا قديماً نبحثُ: هل الجلالة فوق والرسول في الوسط والباقي أسفل أو بالعكس؟ فليحرَّرْ.
          وفيه: استعمال آثار الصَّالحين ولباس ملابسِهم على جهة التبرُّك بها والتيمُّن.
          وفيه: أنَّ مِن فِعْل الصَّالحين العبث بخواتمهم وبما يكون في أيديهم، وليس ذلك بعائبٍ لهم.
          وفيه: أنَّ يسيرَ المال إذا ضاع أنَّه يجب البحث في طلبه والاجتهاد في تفتيشه كما فعل الشارع حين ضاع عِقْدُ عائِشَة، وحبسَ الجيشَ على طلبه حتَّى وجدَه.
          وفيه: أنَّ مَن طلب شيئاً ولم ينجح فيه بعد ثلاثة أيَّامٍ أنَّ له ترْكَ ذلك ولا يكون مُضَيِّعاً، وأن الثلاث حدٌّ يقع بها العُذر في تعذُّر المطلوبات.