الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب رمي الجمار من بطن الوادي

          ░135▒ (باب رَمْيِ الْجِمَارِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي): أي: رمي جمَار العقبة يوم النَّحر من أسفل الجبلِ عن يمين السَّائر إلى مكَّةَ، فتكون مكَّةُ / عن يسَارهِ وعرفةُ عن يمينه مستقبلَ الجمرة، وأما رميُ الجمار أيام التَّشريقِ فمِن فوقها.
          قال في ((الفتح)): كأنه أشارَ بذلك إلى ردِّ ما رواهُ ابن أبي شيبة وغيرُه عن عطاء: أنَّ النَّبيَّ صلعم كان يعلو إذا رمَى الجمرة، لكنْ يمكنُ الجمع بين هذا وبين حديث البابِ بأنَّ التي تُرمى من بطن الوادي جمرة العقبة لكونها عند الوادي بخلافِ الأخريين، ويوضحُ ذلك قوله في حديث ابن مسعودٍ في الطَّريق الآتية بعد باب بلفظ: حين رمَى جمرَة العقَبة، وكذا روى ابنُ أبي شيبةَ بإسنادٍ صحيحٍ عن عَمرو بن ميمون عن عمرَ: أنه رمى جمرةَ العقبة في السَّنة التي أُصِيب فيها، وفي غيرها من بطن الوادي.
          ومن طريقِ الأسود: رأيتُ عمر رمى جمرةَ العقبةِ من فوقها، وفي إسنادِ هذا الثاني حجَّاج بن أرطاة وفيه ضعفٌ. انتهى.