الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول النبي العقيق واد مبارك

          ░16▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: الْعَقِيقُ وَادٍ مُبَارَكٌ): مبتدأ وخبر وصفة.
          قال الكرمانيُّ ومن تبعه: ويروى: ((المبارك)): بالتعريف وإضافة ((وادِ)) إليه؛ أي: وادي الموضِعِ المبارك، وهو بفتح العين المهملةوقافين أولاهما مكسورة بينهما تحتية ساكنة.
          قال الجوهريُّ: وادٍ بظاهر المدينةِ وكلُّ مسيلٍ شقه ماء السَّيل.
          وقال في ((القاموس)): العقيقُ: الوادي، والجمع: أعِقَّةٌ، وكلُّ مسيلٍ شقَّهُ ماءُ السَّيلِ، وموضع بالمدينةِ وباليمامةِ وبالطَّائِفِ وبتِهامَةَ وبنجْدٍ، وستَّة مواضِعَ أُخَر.
          وقال في ((الفتح)) في باب ذات عرقٍ لأهل العراق بعد أنْ ذكر حديث ابن عبَّاس عند أبي داود والترمذيِّ: ((أنَّ النَّبِيَّ وقَّتَ لأهلِ المشرِقِ العَقِيقَ)) ما نصَّه: والعقيقُ المذكور هنا: وادٍ يتدفَّق ماؤهُ في غوري تهامَة وهو غيرُ العقيقِ المذكور بعد بابين، انتهى.
          وقال في هذا الباب: وادِي العقيق بقربِ البقيعِ بينه وبين المدينة أربعة أميال، روى الزبير بن بكَّار في ((أخبار المدينة)): / أن تُبَّعاً لما رجعَ من المدينة انحدر في مكانٍ فقال: هذا عقيقُ الأرض فسمِّي: العقيق، انتهى.
          فظهرَ أن العقيقَ متعدِّد، وأن المذكورَ في الباب السَّابق من المواقيت وأن الثاني.