الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب تقليد النعل

          ░112▒ (بابُ تَقْلِيدِ النَّعْلِ) قال في((الفتح)): يحتملُ أن يريدَ الجنسَ، ويحتملُ أن يريدَ الوحدة، فيكون إشارةً إلى الرَّدِّ على من اشترطَ نعلين، وهو قولُ الثَّوري.
          وقال غيره: تجزئُ الواحدة، وقال آخرون: لا تتعيَّنُ النَّعل بل يقومُ مقامها غيرها حتى أذن الإداوة، وقيل: تتعيَّنُ النعل لما قيل أنَّ الحكمةَ فيه الإشارة إلى السَّفر والجد فيه.
          وقال ابن المنيِّر: الحكمةُ فيه أنَّ العربَ تعتدُّ النعل مركوبةً، لكونها تقِي عن صاحبها وتحملُ عنه وعرَ الطريق، وكنَّى بعضُ الشُّعراءِ عنها بالناقة، فكأنَّ الذي أهداها خرجَ عن مركوبهِ لله تعالى حيواناً وغيره كما خرجَ عن ملبوسِهِ حين أحرمَ.