الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب هدم الكعبة

          ░49▒ (بَابُ هَدْمِ الْكَعْبَةِ): أي: باب بيانِ أنَّها تهدمُ في آخرِ الزمان _والعياذ بالله_ عند ظهورِ أشراط الساعة.
          (وَقَالَتْ): بالواو لغير أبي ذرٍّ، وله بحذفها (عَائِشَةُ): أي: أمُّ المؤمنين (♦): مما وصله المصنف أوائل البيع (قَالَ النَّبِيُّ: صلعم يَغْزُو جَيْشٌ): بفتح الجيم وسكون التحتية، ووقع في ((اليونينية)): <حَبَش> بفتح الحاء المهملة وبالموحدة، وإن نفاها الكرماني ومن تبعهُ (الْكَعْبَةَ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ): ببناء يخسف للمفعول، ورفعه وعطفه على ((يغزو))، ولفظ المصنف في البيوع: ((يغزو جيشٌ الكعبةَ، حتَّى إذا كَانوا ببيداءَ مِن الأرضِ خسَفَ بأوَّلِهِم وآخرِهِم، ثمَّ يُبعَثون على نيَّاتِهم)).
          ومناسبتهُ للترجمة من جهةِ أن فيه إشارةً إلى أن غزوَ الجيش للكعبةِ سيقع، فمرَّةً يهلكهم الله قبلَ الوصول إليها، ومرَّةً أخرى يمكنهم منها، فيهدمونها ويلقونها مع حجارتها في البحرِ.
          قال في ((الفتح)): والظَّاهرُ: أن غزوَ الذين يخربونها متأخِّرٌ عن الذين يُخسفُ بهم، انتهى فليتأمَّل.
          وقال العيني: مطابقةُ هذا المعلَّق للترجمة من حيث أنَّ غزو الكعبةِ في هذا مقدمة لهدمها، ومقدِّمة الشيء تابعٌ له.