شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب [ما يدل على أنهم في الجنة]

          ░93▒ باب
          فيه(1): سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ: / كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا صَلَّى صَلاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: (مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟) فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا، فَيَقُولُ: (مَا شَاءَ اللهُ)، فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ: (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنكُم(2) رُؤْيَا؟) قُلْنَا: لا، فقَالَ(3): (لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فأَخَذَا بِيَدِي(4) فَأَخْرَجَانِي إلى الأرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ _قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى(5) _ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ يُدخِلُهُ في شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَال: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقنَا(6) حَتَّى أَتَيْنَا على رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ على قَفَاهُ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ على رَأْسِهِ بِفِهْرٍ، أَوْ صَخْرَةٍ، فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ فَلا يَرْجِعُ هَذا(7) حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وعاد رَأسُهُ(8) كَمَا هُوَ، وَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ(9)، فَانْطَلَقْنَا إلى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ، أَعْلاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ، يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَوا أن يَخْرُجُوا(10)، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا(11)، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟! قَالا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا على نَهَرٍ مِنْ دَمٍ، فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ على وَسَطِ النَّهَرِ _قَالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ ابْنُ جَرِيرٍ بنِ حَازِمٍ(12): وَعلى شَطِّ النَّهَرِ_ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الذي في النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ في فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى في فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا(13) حَتَّى أَتَينَا إلى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وفي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بِي في(14) الشَّجَرَةِ، وَأَدْخَلانِي دارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا(15)، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَّان وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا، فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ، وَشَبَابٌ(16)، قُلْتُ: طَوَّفْتُمَاني اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قَالا: نَعَم(17)، الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ: فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ(18) فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
          وَالذي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ(19): فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ بِمَا فِيهِ في النَّهَارِ(20) يُفْعَلُ بِهِ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [خ¦1386]
          وَالَّذِي رَأَيْتَهُم(21) في الثَّقْبِ: فَهُمُ الزُّنَاةُ، وَالذي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُ الرِّبَا، وَالشَّيْخُ في أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ أَوْلادُ النَّاسِ، وَالذي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَالدَّارُ الأولَى الَّتِي دَخَلْتَها دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قَالا: ذَاكَ(22) مَنْزِلُكَ، قُلْتُ: دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي(23)، قَالا: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَهُ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ).
          قال المؤلِّف: ذكر البخاريُّ في كتاب التَّعبير حديث سَمُرة أبين من هذا قال: ((وأمَّا الرَّجل الطَّويل الذي في روضة فإنَّه إبراهيم، وأمَّا الولدان الذين حوله فكلُّ مولود مات على الفطرة))، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلعم: ((وأولاد المشركين))(24).
          قال(25) بعض العلماء: جهل قوم معنى الفطرة في هذا الحديث، وقالوا: إنَّها الإسلام، فتأوَّلوا(26) في قوله تعالى: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:30]يعني: دين الإسلام، رُوي هذا عن أبي هريرة وعكرمة والحسن وإبراهيم والضَّحَّاك وقَتادة والزُّهريِّ، وقال جماعة من العلماء وأهل اللُّغة: الفطرة في هذا الحديث: الخلقة التي خُلق عليها المولود المضطرة له إلى الإقرار بربه كأنَّه(27) قال ◙: كلُّ مولود يولد على خلقة يعرف بها ربُّه إذا بلغ مبلغ المعرفة، يريد خلقة مخالفة لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها إلى معرفة، واحتجُّوا على أنَّ الفطرة: الخلقة بقوله تعالى: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[الأنعام:14]يعني خالقهنَّ، وبقوله: {وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي}[يس:22]أي: خلقني، وقال: المراد بقوله تعالى: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم:30]الخلقة، بدليل قوله تعالى: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ}[الروم:30]يعني لا تبديل لخلقته(28) عما خلقه عليه.
          وقد ثبت عن الرَّسول(29) قال: ((لمَّا(30) خلق الله آدم مسح ظهره بيمينه وكلتا يديه يمين ثمَّ قال: خلقت هؤلاء للجنَّة، وبعمل أهل الجنَّة يعملون. ثمَّ مسح الأخرى وقال(31): خلقت هؤلاء للنَّار، وبعمل أهل النَّار يعملون))، فلمَّا صحَّ عندنا هذا الحديث مع تصديق الله له(32) بقوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ} إلى {بَلَى}[الأعراف:172]علمنا أنَّ أخذه لهم من ظهر آدم إنَّما كان للإشهاد عليهم، وكان هذا الأخذ هو الاختراع الأوَّل في إخراجهم من العدم إلى الوجود، ثمَّ ردِّهم في ظهور آبائهم على ما جاء في الخبر.
          فبان أنَّ هذه الفطرة هي الخلقة الأولى التي فُطر النَّاس عليها لا تبديل لها، وقد جاء في الأخبار أنَّه حين(33) أشهدهم على أنفسهم أقرَّ جميعهم على أنفسهم بالعبوديَّة ولله تعالى بالرُّبوبيَّة، لكنَّه كان إقرار أصحاب اليمين بألسنتهم، / وقلوبهم ليتمَّ علم الله بهم(34) ومراده فيهم، وإقرار الآخرين بألسنتهم دون قلوبهم خذلانًا من الله تعالى ليتمَّ مراده وعلمه فيهم أنَّهم من أهل(35) النَّار.
          فإذا صاروا في بطون أمَّهاتهم ظهر فيهم بعض علم الله السَّابق فيسأل الملكُ الله(36) عن خلقه: الأنثى والذَّكر، والسَّعادة والشَّقاوة، والرِّزق والأجل، فيكتب ذلك في بطن أمِّه ولذلك قال النَّبيُّ ◙: ((السَّعيد من سعد في بطن أمِّه والشَّقيُّ من شقي في بطن أمِّه))(37)، فبان أنَّ الفطرة التي يولد عليها هي الخلقة الأولى التي سبقت له التي لا يجوز تبديلها، فإن كان في الفطرة الأولى مؤمنًا وُلد مؤمنًا، وإن كان فيها كافرًا وُلد كافرًا على ما سبق له في علم الله، يصدق ذلك قوله تعالى: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ}[الروم:30]لكن لا يظهر عليه شيء مِن ذلك في حال ولادته؛ وإنَّما يظهر عليه إذا ظهر عمله(38) بالقول والجوارح.
          فإن قيل: فما(39) معنى قوله ◙: (فَأَبَواهُ يُهوِّدانِهِ، أو يُنصِّرَانِهِ(40)) الحديث، فَينبغي أن يكون سالمًا من اليهوديَّة أو النَّصرانيَّة(41) حين تلده أمًّه، ألا ترى قوله: ((كما تناتج(42) الإبل من بهيمة جمعاء، هل ترى فيها جدعاء)).
          قيل ليس(43) في قوله ◙: (كل مولود يولد على الفطرة) بيان أنَّه الإيمان العامِّ؛ وإنَّما فيه أنَّه يولد على تلك الخلقة التي لم يظهر منها إيمان ولا كفر، لكن لمَّا حملهم آباؤهم على دينهم ظهر منهم ما حملوهم عليه من يهوديَّة أو نصرانيَّة، ثمَّ لمَّا(44) أراد الله امضاء ما(45) علمه وقدَّره في كلِّ واحد منهم بما أجرى له(46) في بُدِّ الأمر من كفر، أو إيمان، ختم لهم به.
          يدلُّ على ذلك حديث ابن مسعود أنَّ النَّبيَّ ◙ قال: ((إنَّ الرَّجل ليعمل بعمل أهل النَّار حتَّى لا يكون بينها وبينه إلَّا ذراع أو قيد ذراع فيسبق عليه الكتاب الأوَّل فيعمل بعمل أهل الجنَّة فيدخلها. وقال في أهل النَّار مثل(47) ذلك)).
          فبان أنَّ الكتاب الأوَّل هو المعمول عليه الذي لا يجوز تبديله، ولو كانت الفطرة: الإسلام لما جاز أن يكون أحدٌ كافرًا لقوله تعالى: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ}[الروم:30]؛ لأنَّه لا يجوز أن يكفر من خلقه الله للإيمان(48).
          وقد اختلف العلماء في أطفال المشركين، فقال أكثرهم: هم في المشيئة(49)، وتأوَّلوا في قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ}[المدثر:39]، قال: هم أطفال المؤمنين(50)، وقيل: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} هم الملائكة(51)، وقال آخرون: حكم الأطفال حكم آبائهم في الدُّنيا والآخرة، وهم(52) مؤمنون بإيمانهم، وكافرون بكفرهم، واحتجُّوا بقوله ◙ في أطفال المشركين يصابون في الحرب(53): ((هم من آبائهم)).
          وقال آخرون: أولاد الكفَّار يمتحنون في الآخرة.
          وقال آخرون(54): أولاد المشركين في الجنَّة مع(55) أولاد المسلمين، واحتجُّوا بحديث سمرة بن جندب ذكره(56) البخاريُّ في كتاب التَّعبير: ((وأمَّا الرَّجل الطَّويل الذي في الرَّوضة فإنَّه إبراهيم، وأمَّا(57) الولدان الذين حوله فكلُّ مولود مات على الفطرة)) قال بعض المسلمين: يا رسول الله فأولاد المشركين؟ فقال رسول الله: ((فأولاد المشركين))(58). وهذه الحجَّة(59) قاطعة، وهي الرِّواية يفسِّرها ما جاء في حديث هذا الباب أنَّ الشَّيخ إبراهيم والصِّبيان حوله أولاد النَّاس؛ لأنَّ هذا اللَّفظ يقتضي عمومه لجميع النَّاس مؤمنهم وكافرهم، وهذا القول أصحُّ ما في هذا الباب(60) من طريق الآثار وصحيح الاعتبار.
          فإن قيل: فإذا صحَّ هذا القول في أطفال المشركين، فما معنى قوله ◙: ((الله أعلم بما كانوا عاملين؟)) وهذا يعارض حديث سمرة الذي بيَّن فيه حكمهم أنَّهم في الجنَّة مع أولاد المسلمين.
          قيل: هذا يحتمل(61) وجوهًا من التَّأويل: أحدها: أن يكون قوله ◙: ((الله أعلم بما كانوا عاملين))، قبل أن يعلمه الله أنَّهم في الجنَّة مع أولاد المسلمين؛ لأنَّه لم يكن ينطق عن الهوى، وإنَّما ينطق عن الوحي.
          ويحتمل قوله ◙: ((الله أعلم بما كانوا عاملين)) أي على أيِّ دين كان يميتهم لو عاشوا فبلغوا العمل، فأمَّا إذ عُدم منهم العمل، فهم في رحمة الله التي ينالها من لا ذنب له.
          وقيل: قوله ◙: ((الله أعلم بما كانوا عاملين)) مجملٌ يفسِّره قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ}الآية(62)[الأعراف:172]فهذا إقرار عامٌّ يدخل فيه أولاد المشركين والمسلمين(63)، فمن مات منهم(64) قبل بلوغ الحنث ممَّن أقرَّ بهذا الإقرار من(65) أولاد النَّاس كلِّهم، فهو على إقراره المتقدِّم لا يُقضى له بغيره؛ لأنَّه لم يُدخل عليه ما ينقضه إلى أن يبلغ الحنث، فسقطت المعارضة بين الآثار بهذه(66) الوجوه المحتملة.
          وأمَّا من قال: حكمهم حكم آبائهم، فهو مردود بقوله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام:164]وإنَّما حكم لهم بحكمهم في الدُّنيا(67) لا في أحكام الآخرة، أي أنَّهم إن أصيبوا في التَّبييت والغارة لا(68) قود فيهم ولا دية، وقد نهى رسول الله صلعم عن قتل النِّساء والصِّبيان في الحرب.
          وأمَّا من قال: إنِّهم يمتحنون في الآخرة فهو قول لا يصحُّ؛ لأنَّ الآثار الواردة بذلك ضعيفة لا تقوم بها حجَّة، والآخرة دار جزاء ليست دار عمل وابتلاء.
          وقوله: (كما تناتج الإبل / من بهيمة جمعاء) يعني مجتمعة الخلق صحيحة (هل تحسُّ من جدعاء(69)؟) يقول: هل ترى فيها من جدع؟ أي(70) نقصان حين تنتج، وإنَّما يصيبها الجدع والنُّقصان بعد ذلك، فكذلك يُهوِّدُ هؤلاء أبناءهم وينصِّرونهم(71) بعد أن كانوا على الفطرة كما أنَّ المنتوج من الإبل لولا أنَّ هؤلاء قطعوا أذنه لكان صحيحًا، وذلك كلُّه بقدر الله.
          وقوله: (بيدِهِ كلوبٌ) والكلاب: خشبة في رأسها عُقَّافَة، وقوله: (تدهدهُ(72)) يُقال: دَهدَهت الحجر، ودَهدَيته إذا دحرجته، أُدَهدِهُه وأُدَهدِيه دَهدَهة ودَهَاهًا ودَهدًا.


[1] في (م): ((وفيه)).
[2] قوله: ((منكم)) ليس في (م).
[3] قوله: ((فقال)) زيادة من (م).
[4] قوله: ((فأخذا بيدي)) ليس في (م).
[5] قوله: ((قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى)) ليس في (م).
[6] في (م): ((قفاه ثُمَّ َيَلْتَئِمُ وَيَصْنَعُ مِثْلَهُ فانطلقنا)).
[7] في (م): ((إليه)).
[8] قوله: ((وعاد رأسه)) ليس في (م) وبعدها فيها: ((فعاد)).
[9] قوله: ((قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالا: انْطَلِقْ)) ليس في (م) وكذا المواضع بعدها.
[10] في (م): ((كادوا يخرجون)).
[11] زاد في (م): ((فيها)).
[12] في (م): ((قَالَ َوَهْبُ عن جَرِيرٍ)). وبعدها في (ص): ((وسط)) والمثبت من (م).
[13] قوله: ((فانطلقنا)) زيادة من (م).
[14] في (م): ((إلى)).
[15] في (م): ((دَارًا هي أفضل وأحسن)) وبعدها قوله: ((رجال)) ليس فيها.
[16] قوله: ((أحسن وأفضل فيها شيوخ وشباب)) ليس في (م).
[17] قوله: ((نعم)) ليس في (م).
[18] في (ص): ((بالكذب)) والمثبت من (م).
[19] زاد في (م): ((بحجر)).
[20] في (م): ((يعمل فيه بالنهار)).
[21] في (م): ((رأيته)).
[22] في (م): ((ذلك)).
[23] في (م): ((دعاني أدخله)).
[24] قوله: ((قال المؤلف: ذكر البخاري في... وأولاد المشركين)) زيادة من (م).
[25] في (م): ((وقال)).
[26] في (م): ((وتأولوا)).
[27] في (ص): ((المضطرة إلى الإقرار بربه كأنه)) والمثبت من (م).
[28] في (م): ((لخلقه)).
[29] في (م): ((النبي)) وبعدها فيها: ((أنه قال)).
[30] قوله: ((لما)) ليس في (م).
[31] في (م): ((بالأخرى فقال)).
[32] قوله: ((له)) ليس في (م). وبعدها فيها: (({وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى})).
[33] في (م): ((وجاء حين)).
[34] قوله: ((بهم)) ليس في (م).
[35] في (ص): ((فيهم أعلم من)) والمثبت من (م).
[36] في (م): ((ربه)). وبعدها فيها: ((والشقاء)).
[37] قوله: ((ولذلك قال النبي.... في بطن أمه)) زيادة من (م).
[38] في (م): ((عليه)).
[39] في (م): ((ما)).
[40] في (م): ((وينصرانه)).
[41] في (م): ((والنصرانية)).
[42] في (م): ((تتناتج)).
[43] في (ص): ((له)) والمثبت من (م).
[44] قوله: ((لما)) زيادة من (م).
[45] في (م): ((اصطفاء)).
[46] في (م): ((لهم)).
[47] قوله: ((ذراع فيسبق عليه الكتاب.... أهل النار مثل)) ليس في (م).
[48] في (م): ((خلقه الله خلقة الإيمان)).
[49] في (م): ((فقال أكثر العلماء: أطفال الكفَّار في المشيئة)).
[50] في (م): ((المسلمين)).
[51] في (ص): ((وقيل: هم أصحاب الملائكة)) والمثبت من (م).
[52] في (م): ((هم)).
[53] قوله: ((يصابون في الحرب)) ليس في (م).
[54] قوله: ((آخرون)) زيادة من (م).
[55] في (م): ((مثل)).
[56] في (م): ((سمرة الذي ذكره)).
[57] في (م): ((فأما)).
[58] في (م): ((فقيل: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال رسول الله صلعم: وأولاد المشركين)).
[59] في (م): ((حجة)).
[60] قوله: ((وهي الرواية يفسرها ما جاء.... القول أصح ما في هذا الباب)) ليس في (م) ومكانها: ((للخلاف في أطفال المسلمين)).
[61] في (م): ((قيل: يحتمل ذلك)).
[62] في (م): (({وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى})).
[63] في (م): ((المسلمين والمشركين)).
[64] قوله: ((منهم)) ليس في (م).
[65] قوله: ((من)) زيادة من (م).
[66] في (ص): ((فهذه)) والمثبت من (م).
[67] في (م): ((حكم لهم ◙ بحكم آبائهم في أحكام الدُّنيا)).
[68] في (م): ((فلا)).
[69] في (ص): ((هل تحس جدعًا)) والمثبت من (م).
[70] في (م): ((أو)).
[71] في (م): ((أو ينصرونهم)).
[72] زاد في (م): ((الحجر)).