شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب بناء المسجد على القبر

          ░70▒ بابُ: بِنَاءِ المَسْجِدِ على القُبُورِ.
          فيه: عَائِشَةَ قَالَتْ(1): (لَمَّا اشْتَكَى النَّبيُّ صلعم ذَكَرَ بَعْضُ نِسَائِهِ كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بالحَبَشَةِ(2) يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ، فَذَكَرَ مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أُولَئِكِ إِذَا مَاتَ فِيهِمْ(3) الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا على قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَ، أُولَئِكِ هُمْ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ).
          قالَ المُؤَلِّفُ(4): إنَّما ذَمَّهُمُ النَّبيُّ صلعم وجَعَلَهُمْ شَرَّ الخَلْقِ [خ¦1341]
          لأنَّهم كانوا يعبدون تلك القُبُور؛ ولذلك نهى ◙ أن يتَّخذوا(5) قبره مسجدًا، قَطْعًا للذَّريعة في ذلك لئلَّا(6) يعبد الجُهَالُ قبرَه، وقد تقدَّم هذا المعنى(7) في باب ما يُكْرَهُ من اتِّخاذ المساجد على القبور(8). [خ¦1330]


[1] قوله: ((قالت)) ليس في (م).
[2] في (م): ((رأتها بأرض الحبشة)).
[3] في (م) و(ي): ((منهم)).
[4] قوله: ((قال المؤلِّف)) ليس في (م). وقوله: ((قال المؤلِّف: إنَّما ذمَّهم النَّبيُّ ◙ وجعلهم شرَّ الخلق)) ليس في (ص) والمثبت من (ي).
[5] في (م): ((يتخذ)).
[6] في (م): ((خشية أن)).
[7] قوله: ((المعنى)) ليس في (م).
[8] زاد في (م): ((فأغنى عن إعادته)).