شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما جاء في عذاب القبر

          ░86▒ باب: مَا جَاءَ في عَذَابِ الْقَبْرِ.
          وَقَوْلُهُ: {ولَوْ تَرَى(1) إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} إلى(2) {الْهُونِ}[الأنعام:93].
          قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ: الْهُونُ هُوَ الْهَوَانُ، وَالْهَوْنُ الرِّفْقُ(3)، وَقَوْلُهُ تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إلى عَذَابٍ عَظِيمٍ}[التوبة:101]، وَقَوْلُهُ: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} إلى قوله:{أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر:45-46].
          فيه: الْبَرَاءُ بنُ عازبٍ عن النَّبيِّ ◙ قال(4): (إِذَا أُقْعِدَ(5) الْمُؤْمِنُ في قَبْرِهِ أُتِيَ ثُمَّ شَهِدَ(6) أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ})[إبراهيم:27]. وَقَالَ شُعْبَة: نَزَلَتْ في عَذَابِ الْقَبْرِ. [خ¦1369]
          وفيه: ابْنُ عُمَرَ: (اطَّلَعَ النَّبيُّ صلعم على أَهْلِ الْقَلِيبِ فَقَالَ: وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ فَقِيلَ لَهُ: أتَدْعُو أَمْوَاتًا قَدْ جِيفُوا(7)؟ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لا يُجِيبُونَ). [خ¦1370]
          وقَالَتْ عَائِشَة: إِنَّمَا قَالَ الرَّسولُ(8): (إِنَّهُمْ / لَيَعْلَمُونَ الآنَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ)، وَقَدْ قَالَ اللهُ تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}[النمل:80].
          وقد قالَت(9) عَائِشَةُ: أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ النَّبيَّ صلعم فَقَالَ: (نَعَمْ، إِنَّ(10) عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ، فَمَا صَلَّى(11) رَسُولُ اللهِ صلعم صَلاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ).
          وفيه: أَسْمَاءُ: (قَامَ النَّبيُّ صلعم خَطِيبًا، فَذَكَرَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ التي يَفتنُ فيها(12) الْمَرْءُ). [خ¦1371]
          وفيه: أَنَسٌ: قَالَ الرَّسولُ(13) صلعم: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ ليَسْمَعُ(14) قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَان، فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلِ)؟ الحديثَ. (فَيُضْرَبُ بِمَطَرِقَة مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلانِ(15)). [خ¦1374]
          قال أبو بكر بن مجاهد: أجمع أهل السُّنَّة(16) أنَّ عذاب القبر حقٌّ، وأنَّ النَّاس يُفتنون في قبورهم بعد أن يُحيوا فيها ويُسألوا فيها(17)، ويثبِّت الله من أحبَّ تثبيته منهم.
          وقال أبو عثمان بن الحدَّاد وإنَّما(18) أنكر عذاب القبر بِشرٌ المريسيُّ والأصمُّ وضرار، واحتجُّوا بقوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى}[الدخان:56]واحتجُّوا(19) بمعارضة عائشة لابن عمر.
          قال القاضي أبو بكر بن الطَّيِّب وغيره: قد(20) ورد القرآن بتصديق الأخبار الواردة في عذاب القبر، قال الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًَّا وَعَشِيًّا}[غافر:46]وقد اتَّفق المسلمون أنَّه لا غدوة(21) ولا عشيَّ في الآخرة؛ وإنَّما هما في الدُّنيا فهم يعرضون بعد(22) مماتهم على النَّار قبل يوم القيامة، ويوم القيامة يدخلون أشدَّ العذاب، قال تعالى(23): {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر:46]، فإذا جاز أن يكون المكلَّف بعد موته معروضًا على النَّار غدوًّا وعشيًّا، جاز أن يسمع الكلام ويمنع الجواب؛ لأنَّ اللَّذة والعذاب لا يصحُّ حصولهما إلَّا(24) بحيٍّ حسَّاس، فإذا كان ذلك(25) وجب اعتقاد ردِّ الحياة في تلك الأجساد(26)، وسماعهم للكلام، والعقل لا يدفع هذا ولا يوجب حاجة إلى بلِّة(27) ورطوبة، وإنَّما يقتضي حاجتها إلى المحلِّ فقط، فإذا صحَّ ردُّ الحياة إلى أجسامهم مع ما هم عليه من نقص البنية، وتقطُّع الأوصال، صحَّ أن يوجد فيهم سماع الكلام، والعجز عن ردِّ(28) الجواب.
          وقد ذكر البخاريُّ(29) في غزوة بدر بعد قوله ◙: ((ما أنتم بأسمع لما أقول منهم))، قال قَتادة: أحياهم الله حتَّى أسمعهم قوله(30) توبيخًا وتصغيرًا(31) ونقمة وحسرة وندمًا. وعلى تأويل قَتادة فقهاء الأئمَّة وجماعة أهل السُّنَّة، وعلى ذلك تأوَّله عبد الله بن عُمَر راوي الحديث عن النَّبيِّ ◙(32)
          قال القاضي: وليس في قول عائشة ما يعارض قول ابن عمر؛ لأنَّه يمكن ◙ أن يكون قد قال في قتلى بدر القولين جميعًا، ولم تحفظ عائشة إلَّا أحدهما؛ لأنَّ القولين غير متنافيين، لأنَّ علمهم(33) أنَّ ما دعوا إليه حقٌّ لا ينفي ردَّ(34) الحياة إلى أجسامهم، وسماعهم للنِّداء بعد موتهم إذا عادوا أحياء.
          وقال الطَّبريُّ في معنى قوله ◙: (مَا أنتُم بأَسمَعَ منهُم ولكِنْ لَا يُجِيبونَ)، اختلف السَّلف من العلماء في تأويل هذا الحديث، فقالت(35) جماعة يكثر عددها بعمومه(36)، وقالت: إنَّ الميِّت يسمع كلام الأحياء، ولذلك قال ◙ لأهل القليب ما قال، وقال: (مَا أَنتُم بأسمَعَ منهُم)، واحتجُّوا بأحاديث في معنى(37) قوله في الميِّت: (إنَّهُ لَيَسمَعُ قرعَ نِعالِهِم).
          ذكر من قال: يسمعون كلام الأحياء ويتكلَّمون(38): حدَّثنا محمَّد بن بشَّار، حدَّثنا عبد الرَّحمن بن عثمان(39)، حدَّثنا عوف، عن جُلَاس، عن أبي هريرة قال: إنَّ أعمالكم تُعرض على أقربائكم من موتاكم، فإن رأوا خيرًا فرحوا به، وإن رأوا شرًّا كرهوه، وإنَّهم يستخبرون الميِّت إذا أتاهم من مات بعدهم، حتَّى إنَّ الرَّجل ليسأل عن امرأته أتزوَّجت أم لا؟ وحتَّى إنَّ الرَّجل ليسأل عن الرَّجل، فإذا قيل له(40): قد مات، قالوا: هيهات ذهب، فإن لم يحسوه عندهم قالوا: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ذُهب به إلى أمِّه(41) الهاوية.
          وروى ابن وهب، عن العطَّاف بن خالد، عن خالته _وكانت من العوابد_ أنَّها كانت تأتي قبور الشُّهداء قالت: صلَّيت يومًا عند قبر حمزة بن عبد المطَّلب، فلمَّا قمت قلت: السَّلام عليكم، فسمعت أذناي ردَّ السَّلام يخرج من تحت الأرض، أعرفه كما أعرف أنَّ الله خلقني، وما في الوادي داعٍ ولا مجيب، فاقشعرَّت كُلُّ شعرة مني.
          وعن عامر بن سعد: أنَّه كان إذا خرج إلى قبور الشُّهداء يقول لأصحابه: ألَّا تسلِّمون على الشُّهداء فيردُّون عليكم.
          وقال آخرون: معنى قوله / ◙: (مَا أَنتُم بِأسمَعَ لِمَا أقُولُ منهم) أي(42): ما أنتم بأعلم أنَّه حقٌّ منهم ورووا ذلك عن النَّبيِّ ◙ وذكروا قول عائشة حين أنكرت على ابن عمر وقالت: إنَّما قال ◙: (إنَّهم ليعلمون الآن ما كنت أقول لهم حقٌّ) قالوا: فخبر عائشة بيَّن ما قلنا من تأويل قوله ◙: (ما أنتم بأسمعَ لما أقولُ منهم) أنَّه يُراد به ما أنتم بأعلم إلَّا أنَّه خبَّر عن أنَّهم يسمعون أصوات بني آدم وكلامهم قالوا: ولو كانوا يسمعون كلام النَّاس وهم موتى(43) لم يكن لقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}[النمل:80]{وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}[فاطر:22]معنًى.
          قال الطَّبريُّ: والصَّواب من القول في ذلك أنَّ كلا الرِّوايتين عن النَّبيِّ في ذلك صحيح لعدالة نقلَتها، والواجب الإيمان بها، والإقرار بأنَّ الله يُسمع من يشاء من خلقه بعد موتهم(44) ما شاء من كلام(45) خلقه، ويُفهم من يشاء منهم ما يشاء، ويُنعِّم من أحبَّ منهم، ويعذَّب في قبره الكافر، ومن استحقَّ العذاب كيف أراد، على ما صحَّت به الأخبار(46) عن النَّبيِّ ◙.
          وليس في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}[فاطر:22]، حجَّة في دفع ما صحَّت به الآثار من قوله لأصحابه في أهل القليب: (مَا أنتُم بأسمَعَ منهم) ولا في إنكار من أنكر ما ثبت من قوله: (إنَّهُ ليَسمَعُ قرعَ نِعَالِهم) إذ كان قوله: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}[فاطر:22]، و{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}[النمل:80](47) محتملًا من التأويل وجهًا(48) سوى ما تأوَّله من زعم أنَّ الميِّت لا يسمع كلام الأحياء، وذلك أن يكون معناه: فإنَّك لا تسمع الموتى بطاقتك وقدرتك، إذ كان خالق السَّمع غيرك، ولكنَّ الله هو الذي يُسمعهم(49).
          وذلك نظير قوله: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ}[النمل:81]وذلك بالتَّوفيق(50) والهداية بيد الله دون من سواه، فنفى عن نبيِّه أن يكون قادرًا أن يسمع الموتى إلَّا بمشيئته، كما نفى أن يكون قادرًا على هداية الضلَّال إلَّا بمشيئته، وإنَّما أنت نذير، فبلِّغ ما أُرسلت به.
          والثاني: أن يكون المعنى: فإنَّك لا تُسمع الموتى إسماعًا ينتفعون به؛ لأنَّهم قد انقطعت عنهم الأعمال وخرجوا من دار العمل إلى دار الجزاء، فلا ينفعهم(51) دعاؤك إيَّاهم إلى الإيمان بالله والعمل بطاعته(52)، فكذلك هؤلاء الذين كتب عليهم ربُّك أنَّهم لا يؤمنون لا يُسمعهم دعاؤك إيَّاهم(53) إسماعًا ينتفعون به؛ لأنَّ الله تعالى قد حتَّم عليهم ألَّا يؤمنوا، كما حتَّم على أهل القبور من أهل الكفر أنَّهم لا ينفعهم بعد كونهم في القبور عمل؛ لأنَّ الآخرة ليست بدار امتحان، وإنَّما هي دار جزاء.
          وكذلك(54) قوله: {إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}[فاطر:22]قال غيره: والدَّليل على أنَّ المراد بقوله تعالى {إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} الجهَّال(55)، يريد أنَّك لا تقدر على إفهام من جعله(56) الله جاهلًا، ولا تقدر على إسماع من جعله الله أصمَّ عن الهدى، وفي صدر الآية ما يدلُّ على هذا؛ لأنَّه قال: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}[فاطر:19]يعني بالأعمى: الكافر، والبصير: المؤمن {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ}[فاطر:20]يعني بالظُّلمات: الكفر، وبالنُّور: الإيمان، {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ}[فاطر:21]يعني بالظِّلِّ: الجنَّة، وبالحرور: النَّار، {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ}[فاطر:22]يعني بالأحياء: العقلاء، وبالأموات: الجهَّال(57)، ثمَّ قال: {إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}[فاطر:22]يعني: إنَّك لا تُسمع الجهَّال الذين كأنَّهم موتى في القبور، ولم يرد بالموتى الذين ضربهم مثلًا للجهَّال شهداء بدر، فيحتجَّ علينا بهم، أولئك أحياء كما نطق التَّنزيل.
          قال أبو عثمان بن الحدَّاد: وليس في قوله تعالى: {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى}[الدخان:56]ما يعارض ما ثبت من عذاب القبر، لأنَّ الله تعالى قد أخبر في كتابه بحياة الشُّهداء قبل يوم القيامة فقال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ}الآية[آل عمران:169-170]، فلمَّا(58) كانت حياة الشَّهداء قبل محشرهم ليست مرادة؛ لقوله تعالى: {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى}[الدخان:56]ومن أنكر حياة الشُّهداء بعد موتهم قبل(59) محشر النَّاس وادَّعى أنَّ قوله تعالى: {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عِمْرَان:169](60) يوم القيامة أبطل ما اقتضاه قوله: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ}[آل عِمْرَان:170]؛ لأنَّ الشُّهداء وغيرهم من جميع النَّاس(61) يتوافون يوم القيامة، ويستحيل فيمن وافاه غيره أن يُقال في الذي وافاه إنَّه سيلحقه، ويقال فيه إنَّه(62) خلفه.
          قال غيره: والأخبار في عذاب القبر صحيحة متواترة لا يصحُّ عليها التَّواطؤ، وإن لم يصحَّ مثلها لم يصحَّ شيء من أمر الدِّين.
          واختلف أهل التأويل في قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ}[التوبة:101]قال الحسن وابن جُريج: عذاب الدنيا وعذاب القبر(63).
          وقال مجاهد: القتل والسِّباء، وأمَّا قوله: / {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}[الأحقاف:20]في الآخرة، وقال غيره: لما بعثوا وصاروا إلى النَّار قالت الملائكة: اليوم تجزون عذاب الهون، قال: الهوان(64).


[1] قوله: ((ولو ترى)) ليس في (م).
[2] زاد في (م): ((قوله {عذاب})).
[3] قوله: ((قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ: الْهُونُ هُوَ الْهَوَانُ، وَالْهَوْنُ الرِّفْقُ)) ليس في (م).
[4] في (م): ((فيه: الْبَرَاءِ قال النبي صلعم)).
[5] في (ص): ((قعد)) والمثبت من (م).
[6] في (ص): ((يشهد)) والمثبت من (م).
[7] قوله: ((قد جيفوا)) ليس في (م).
[8] في (م): ((النبي)).
[9] في (م): ((وفيه)).
[10] قوله: ((إن)) ليس في (م).
[11] قوله: ((صلى)) زيادة من (م).
[12] في (ص): ((الذي يفتن به)) والمثبت من (م).
[13] في (م): ((النبي)).
[14] في (م): ((إنه يسمع)).
[15] في (م): ((غير الثقلين)).
[16] زاد في (م): ((على)).
[17] في (م): ((أن يحيون فيها ويسألون فيها)).
[18] في (م): ((قال غيره وإنما)).
[19] زاد في (م): ((أيضًا)).
[20] في (م): ((وقد)).
[21] في (م): ((غدو)).
[22] قوله: ((بعد)) زيادة من (م).
[23] في (م): ((قال الله تعالى)).
[24] قوله: ((لا يصح حصولهما)) زيادة من (م).
[25] في (م): ((وإذا كان ذلك)).
[26] في (م): ((الأجسام)).
[27] في (م): ((بنية)).
[28] قوله: ((رد)) ليس في (م).
[29] في (م): ((وذكر البخاري في كتاب المغازي)).
[30] قوله: ((قوله)) زيادة من (م).
[31] زاد في (م): ((وتصغيرًا)).
[32] في (م): ((وعلى هذا التَّأويل جماعة أهل السُّنَّة، وفقهاء الأمَّة وكذلك تأوَّله عبد الله بن عُمَر وهو راوي الحديث عن النَّبيِّ صلعم)) وقوله: ((قال القاضي أبو بكر بن الطيب... وهو راوي الحديث عن النبي ◙)) جاء في (م) قبل قوله الآتي: ((باب التعوذ من عذاب القبر))اللهًَا.
[33] قوله: ((لأن علمهم)) زيادة من (م) وكذا قوله بعدها: ((حق)).
[34] في (م): ((رده)).
[35] في (م): ((فقال)).
[36] في (ص): (تعدادهم العموم) والمثبت من (م) وبعدها في (م): ((وقالوا)).
[37] في (م): ((نحو)).
[38] قوله: ((ذكر من قال يسمعون كلام الأحياء ويتكلمون)) ليس في (م) ومكانها: ((ومنها ما)).
[39] في (ص): ((عوف)) والمثبت من (م).
[40] قوله: ((له)) ليس في (م) وفيها بعدها: ((قال هيهات)).
[41] في (ص): ((أم)) والمثبت من (م).
[42] زاد في (م): ((أي)).
[43] العبارة في (م): ((ما أنتم بأعلم أنه حق منهم واحتجوا بإنكار عائشة على ابن عمر في ذلك، قالوا ولو كان الموتى يسمعون كلام الأحياء)).
[44] في (م): ((موته)).
[45] في (ص): ((كلامه)) والمثبت من (م).
[46] في (م): ((الرواية)).
[47] العبارة في (م): ((محتملًا إنك لا تقدر على إفهام من جعله الله جاهلًا قال المؤلف: فإن قال قائل: حديث أنس الموتى)).
[48] في (م): ((أوجهًا)).
[49] زاد في (م): ((إذا شاء)).
[50] في (م): ((وذلك أن التوفيق)).
[51] في (م): ((ينفعك)).
[52] في (ص): ((بالله وبطاعته)) والمثبت من (م).
[53] في (م):((لا يسمعون دعاءك إياهم إلى الحق)).
[54] زاد في (م): ((تأويل)) وبعدها في (ص): ((والله يسمع)) والمثبت من (م).
[55] في (ص): ((والجهال)) والمثبت من (م) وبعدها في (م): ((أي أنك)).
[56] في (م): ((خلقه)).
[57] في (م): ((الجهلاء)) وكذا الموضع بعده.
[58] في (م): ((ولما)) وبدها فيها: ((الشهيد)).
[59] في (م): ((وكانت حياة المقبورين في قبورهم من قبل)).
[60] زاد في (م): ((أنه في)).
[61] في (م): ((البشر)) وبعدها فيها: ((يتوافون في يوم)).
[62] في (م): ((أو يقال فيه إنه)).
[63] العبارة في (م): ((قال الحسن وابن جُريج في قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ} [التوبة: 101] عذاب الدنيا وعذاب القبر.)).
[64] العبارة في (م): ((وقال مجاهد: القتل والسباء، وقوله: {عَذَابَ الْهُونِ} [الأحقاف: 20] يريد في الآخرة عن ابن جريج وغيره.)). وزاد بعدها: ((وقد احتج بقوله ◙ في أهل القليب: ((ما أنتم بأسمع لما أقول منهم)) من قال إن أرواح الموتى قد تكون في قبورهم فكانت أرواحهم في وقت ندائه إياهم في قبورهم وهم مع ذلك يعذبون فيها لأن الجسد لا يسمع ولا يألم ولا يحس إلا أن تكون الروح فيه)) وتداخلت فيها فقرات هذين البابين واضرب ترتيبها اضطرابًا شديدًا.