شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة

          ░7▒ باب غَسْل الْوَجْهِ بِالْيَدَيْنِ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ.
          فيه: ابْن عَبَّاسٍ: (أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَتَمَضْمَضَ(1) منهَا وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا، أَضَافَهَا إلى يَدِهِ الأخْرَى، فَغَسَلَ بِهِمَا وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ) وذكر الحديث(2). [خ¦140]
          فيه(3) الوضوء مرةً مرةً، وفيه(4) أن الماء المستعمل في الوضوء طاهر مطهِّر وهو قول مالك والثوري، والحجة لذلك أن الأعضاء كلها إذا غسلت مرة مرة فإن الماء إذا لاقى أول جزء من أجزاء العضو فقد صار مستعملًا، ثم يمره على كل جزء بعده وهو مستعمل فيجزئه، فلو كان الوضوء بالماء المستعمل لا يجوز لم يجز الوضوء مرةً مرةً، ولما أجمعوا أنه جائز استعماله في العضو الواحد كان في سائر الأعضاء كذلك، وسنذكر اختلاف العلماء في هذه المسألة في بابها بعد هذا إن شاء الله.


[1] في (ص): ((فمضمض)).
[2] في (م): ((فمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غَرفة فغسل بها وجهه، ثم أخذ غَرفة فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة فغسل بها يده اليسرى، وذكر الحديث)).
[3] في (م): ((قال فيه)).
[4] زاد في (م): ((دليل)).