شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب البول عند سباطة قوم

          ░62▒ بَابُ: البَوْلِ عِنْدَ سُبَاطَةِ قَوْمٍ.
          فيهِ: أَبُو(1) وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الأشْعَرِيُّ يُشَدِّدُ في البَوْلِ، وَيَقُولُ: (إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ، فَقَالَ(2) حُذَيْفَةُ: لَيْتَهُ أَمْسَكَ، أَتَى رَسُولُ اللهِ صلعم سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا). [خ¦226]
          السُّبَاطَةُ: المزبلة، والبول قائمًا لا يَكاد يسلم(3) ممَّا يتطاير منه(4)، قال(5) أبو عُبَيْدٍ: السُّبَاطَةُ نحوٌ من الكُنَاسَة، ابن دُرَيدٍ: الكُنَاسَة: ما كُنِسَ. واختلف العلماء في مقدار رؤوس الإبر تتطاير(6) مِن البول، فقال مالكٌ والشَّافعيُّ وأبو ثَوْرٍ: يغسل قليله وكثيره، وقال إِسْمَاِعْيُل بنُ إِسْحَاقَ: غسل ذلك عند مالكٍ على سبيل الاستحسان والتَّنزُّه، وقال الكوفيُّون: ليس مقدار رُوس الإبر بشيءٍ، وسهَّلوا في يسير النَّجاسة، وقال الثَّوْرِيُّ: كانوا يُرخِّصون في القليل من البول. وقول حُذَيْفَةَ(7): (لَيْتَهُ أَمْسَكَ). يردُّ(8) عليه تشديده في البول، وهو حجَّة لمن رخَّص في يسيره؛ لأنَّ المعهود ممَّن بال قائمًا أن يتطاير إليه مثل رؤوس الإبر. وفيه: يسرٌ(9) وسماحةٌ، إِذْ كان مَن قبلنا يقرض ما مسَّ(10) البول من ثوبه، وحديث حُذَيْفَةَ موافقٌ لمذهب الكوفيين(11).


[1] في (ص): ((ابن)).
[2] في (ص): ((قال)).
[3] في (ص): ((ليسلم)).
[4] قوله ((والبول قائمًا لا يكاد يسلم مما يتطاير منه)) ليس في (م).
[5] في (م): ((وقال)).
[6] في (ص): ((يتطاير)).
[7] زاد في (م): ((لأبي موسى)).
[8] في (م): ((رد)).
[9] في (م): ((كسر)).
[10] في المطبوع و(ص): ((أصاب)).
[11] قوله ((وحديث حذيفة موافقٌ لمذهب الكوفيين)) ليس في (م).