شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ترك النبيِّ والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله فِي المسجد

          ░57▒ بَابُ: تَرْكِ النَّبيِّ صلعم وَالنَّاسِ(1) الأعْرَابِيَّ حتَّى فَرَغَ مِنْ بَوْلِهِ في المَسْجِدِ.
          فيهِ(2): (أَنَّ النَّبيِّ صلعم رَأَى أَعْرَابِيًّا يَبُولُ في المَسْجِدِ، فَقَالَ: دَعُوهُ، حتَّى إِذَا فَرَغَ، دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ). [خ¦219]
          قالَ المُهَلَّبُ: فيه الرِّفق بالجاهل؛ لأنَّه لو قطع عليه بوله لأصاب ثوبه البول وتنجَّس، وكذلك وَصَفَهُ الله ╡ أنَّه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ، وأنَّه على خُلُقٍ عظيمٍ، وقالَ صلعم: ((إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِيْنَ))، وفعل ذلك صلعم(3) استئلافًا للأعراب الَّذين أخبر الله عنهم أنَّهم أشدُّ كفرًا ونفاقًا، / وأيضًا فإنَّ مَا جناه الأعرابيُّ اسْتُدْرِكَ غسلُهُ بالماء، وفيه: تطهير المساجد من النَّجاسات وتنزيهها(4) من(5) الأقذار.


[1] في (ص): ((الناس)).
[2] زاد في المطبوع و(م) و(ص): ((أنس)).
[3] في (م): ((وفعل ذلك والله أعلم))، وقوله ((صلعم)) ليس في المطبوع و(م).
[4] في (ص): ((وتطهيرها)).
[5] في المطبوع: ((عن)).