شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب خروج النساء إلى البراز
  
              

          ░13▒ باب خُرُوجِ النِّسَاءِ إلى الْبَرَازِ.
          فيه: عَائِشَة: (أَنَّ أَزْوَاجَ النبي صلعم كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إلى الْمَنَاصِعِ _وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ(1)_ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ للنبي صلعم: احْجُبْ نِسَاءَكَ، فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلعم يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النبي صلعم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً / _وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً_ فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ حِرْصًا على أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنْزَلَ اللهُ الْحِجَابِ). [خ¦146]
          وفيه: عَائِشَة أنَّ النبي صلعم قَالَ: (قَدْ أُذِنَ لكنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ في حَاجَتِكُنَّ) قَالَ هِشَامٌ(2): يعني الْبَرَازَ. [خ¦147]
          قال المؤلف: البَراز _بفتح الباء(3)_ في اللغة ما برز من الأرض واتسع، كُنِّي به عن الحدث كما كُنِّي عن الغائط(4)، والغائط المطمئن من الأرض، وقال المُهَلَّب: فيه مراجعة الأدون للأعلى في الشيء يتبين للأدون، وفيه فضل المراجعة إذا لم يقصد به التعنيت وأنه قد تبين فيها من العلم ما يخفى لأن نزول الآية كان سببه المراجعة، وفيه فضل عمر _وهذه من إحدى الثلاث_ الذي(5) وافق فيها ربه ╡(6)، وفيه كلام الرجال مع النساء في الطرق، وفيه جواز وعظ الرجل أمَّه في البِرِّ لأن سودة من أمهات المؤمنين، وفائدة هذا الباب أنه يجوز التصرف للنساء(7) فيما بهن الحاجة إليه لأن الله تعالى أذن لهن في الخروج إلى البَراز بعد نزول الحجاب، فلما جاز لهن ذلك جاز لهن الخروج إلى غيره من(8) مصالحهن أو صلة أهلهنَّ(9) التي أوجبها الله عليهن، وقد أمر النبي صلعم(10) النساء بالخروج إلى العيدين، وفي قوله: (قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ) دليل أنه قد(11) يجوز الإغلاظ في القول والعتاب إذا كان قصده الخير، قال(12) عبد الواحد: في(13) قول عمر احجب نساءك التزامُ النصيحة لله ورسولِه ◙.

[1] قوله ((وهو صعيد أفيح)) ليس في (م).
[2] قوله ((قال هشام)) ليس في (م).
[3] قوله ((بفتح الباء)) ليس في (م).
[4] في (م): ((كما كنى بالغائط)).
[5] في (م): ((التي)).
[6] قوله: ((╡)) ليس في (ص).
[7] في (م) و (ص): ((يجوز للنساء التصرف)).
[8] في (م): ((جاز لهن أن يخرجن إلى غير ذلك من)).
[9] في (م): ((أهليهن)).
[10] في (ص): ((أمر الرسول)).
[11] قوله ((قد)) ليس في (م).
[12] في (م): ((وقال)).
[13] في (م): ((وفي)).