شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب التيمن في الوضوء والغسل

          ░31▒ باب التَّيَمُّن في الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ.
          فيه: أُمُّ عَطِيَّةَ أَن النبي صلعم(1) قَالَ لَهُنَّ في غُسْلِ ابْنَتِهِ: (ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ(2) الْوُضُوءِ مِنْهَا). [خ¦167]
          فيه(3): عَائِشَة: (أن النبي صلعم(4) كَانَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ). [خ¦168]
          قال المُهَلَّب: فيه فضل اليمين على الشمال، ألا ترى قوله صلعم حاكيًا عن ربه ╡: ((وكلتا يديه يمين)) وقال ╡: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ}[الحاقة:19]وهم أهل الجنة، وقال ◙(5): ((لا يبصق أحد في المسجد عن يمينه)) فهذا كله يدل(6) على فضل الميامن، واستحب جماعة فقهاء الأمصار أن يبدأ المتوضئ بيمينه قبل يساره، فإن بدأ بيساره قبل يمينه فلا إعادة عليه، وقد روي عن علي وابن مسعود أنهما قالا: لا تبالِ بأي يديك ابتدأت(7)، وبدؤه صلعم بالميامن في شأنه كله _والله أعلم_ هو(8) على وجه التفاؤل من أهل اليمين باليمين لأنه صلعم كان يعجبه الفأل الحسن، وقوله ◙: ((وكلتا يديه يمين)) أراد نفي النقص عنه ╡(9) لأن الشمال أنقص من اليمين.


[1] قوله: ((صلعم)) ليس في (ص).
[2] في (م): ((وبمواضع)).
[3] في (ص): ((وفيه)).
[4] قوله: ((صلعم)) ليس في (ص).
[5] قوله: ((◙)) ليس في (ص).
[6] في (م): ((دليل)).
[7] في (م): ((بدأت)).
[8] قوله: ((هو)) ليس في (ص).
[9] قوله: ((╡)) ليس في (ص).