شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل

          ░37▒ باب مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ إِلا مِنَ الْغَشْيِ الْمُثْقِلِ.
          فيه: أَسْمَاء بِنْتُ أبي بَكْرٍ(1) قَالَتْ: (أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صلعم حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هي قَائِمَةٌ(2) تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَنْ نَعَمْ(3)، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي مَاءً...) وذكر باقي(4) الحديث. [خ¦184]
          قال عبد الواحد(5): (الْغَشْيُ) مرض يَعْرِض من طول التعب والوقوف، يقال منه: غُشي عليه، وهو ضرب من الإغماء إلا أنه أخف منه إذا كان خفيفًا، ولا ينقض الوضوء ولا الصلاة، وإنما صَبَّت أسماء الماء على رأسها مدافعة للغشي، ولو كان كثيرًا لقطعت الصلاة لأنه إذا كثر صار كالإغماء ونقض الوضوء بإجماع، وقال صاحب «العين»: غُشي عليه ذهب عقله، وفي القرآن {كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}[الأحزاب:19]وقال تعالى(6): {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}[يس:9].


[1] زاد في (م) و (ص): ((أنها)).
[2] في (م): ((أتيت عائشة والناس يصلون حين خسفت الشمس، وإذا هي قائمة)).
[3] قوله ((قَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَنْ نَعَمْ)) ليس في (م).
[4] قوله ((باقي)) ليس في (م).
[5] قوله ((عبد الواحد)) ليس في (م).
[6] قوله: ((تعالى)) ليس في (ص).