إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله وهو محرم

          1537- 1538- وبالسَّند قال المؤلِّف: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ) الفريابيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابن المعتمر (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَمَرَ ☻ يَدَّهِنُ بِالزَّيْتِ) عند الإحرام، أي: الذي هو(1) غير مُطيَّبٍ؛ كما أخرجه التِّرمذيُّ من وجهٍ آخر عنه مرفوعًا، قال منصورٌ: (فَذَكَرْتُهُ)(2) أي: امتناع ابن(3) عمر من الطِّيب عند الإحرام (لإِبْرَاهِيمَ) النَّخعيِّ (قَالَ(4): مَا تَصْنَعُ بِقَوْلِهِ؟) أي: بقول ابن عمر، حيث ثبت ما ينافيه من فعل رسول الله صلعم .
          (حَدَّثَنِي) بالإفراد (الأَسْوَدُ) بن يزيد (عَنْ عَائِشَةَ ♦ قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللهِ صلعم ، وَهُوَ مُحْرِمٌ) الواو للحال و«المَفارق» جمع «مَفْرِقٍ» وهو: وسط الرَّأس، وجمعها تعميمًا لجوانب الرَّأس التي يُفرَق فيها، والوَبِيص: بفتح الواو وكسر المُوحَّدة آخره صادٌ مهملةٌ، أي: بريق أثره، لكن قال الإسماعيليُّ: الوبيص زيادةٌ على البريق، والمراد به: التَّلألؤ، قال: وهو يدلُّ على وجود عينٍ باقيةٍ لا الرِّيح فقط، وأشارت بقولها: «كأنِّي أنظر» إلى قوَّة تحقُّقها(5) لذلك بحيث إنَّها لكثرة استحضارها له كأنَّها ناظرةٌ إليه.
          وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ وأبو داود والنَّسائيُّ في «الحجِّ».


[1] «هو»: مثبتٌ من (ب) و(س).
[2] في (د): «فذكرت»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[3] «ابن»: سقط من (ص) و(م).
[4] في (د) و(س): «فقال».
[5] في (د) و(م): «تحقيقها».