إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما أغضبك والله ما أعرف من أمة محمد شيئًا إلا أنهم يصلون

          650- وبه قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) الكوفيُّ (قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي) حفص بن غياث بن طلقٍ النَّخعيُّ (قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمان بن مهران (قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا) أي: ابن أبي الجعد (قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ) هُجَيْمَة الصُّغرى التَّابعيَّة لا الكبرى الصَّحابيَّة الَّتي اسمها خَيْرَة (تَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَهْوَ مُغْضَبٌ) بفتح الضَّاد المعجمة (فَقُلْتُ: مَا أَغْضَبَكَ؟ فَقَالَ) وللأَصيليِّ وابن عساكر: ”قال“: (وَاللهِ، مَا أَعْرِفُ مِنْ(1) أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلعم شَيْئًا) أبقَوه من الشَّريعة (إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ) الصَّلاة حال كونهم (جَمِيعًا) أي: مجتمعين، وهو أمرٌ نسبيٌّ لأنَّ ذلك كان في الزَّمن النَّبويِّ أتمُّ ممَّا صار إليه، وللحَمُّويي _وعزاها في «الفتح» لأبي الوقت(2)_: ”من أمر أمَّة محمَّدٍ“ وللأَصيليِّ وابن عساكر وأبي الوقت: ”من محمَّدٍ“ أي: ما أعرف من شريعة محمَّدٍ صلعم شيئًا(3) لم يتغيَّر عمَّا كان عليه إِلَّا الصَّلاة في جماعةٍ، فحُذِف المضاف لدلالة الكلام عليه.
          ورواة هذا الحديث الأربعة كوفيُّون، وفيه: رواية تابعيَّةٍ عن صحابيٍّ، وتابعيٍّ عن تابعيَّةٍ وتابعيٍّ عن تابعيٍّ(4)، والتَّحديث والسَّماع والقول، وهو من أفراد المؤلِّف.


[1] زيد في (د): «أمر».
[2] في الفتح: رواية أبي الوقت «من أمر محمد».
[3] «شيئًا»: ليس (ص) و(م).
[4] «وتابعيٍّ عن تابعيٍّ»: مثبتٌ من (م).