إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عمر: يهل أهل المدينة من ذي الحليف

          1525- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) الإمام (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) بن الخطَّاب ( ☻ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: يُهِلُّ أَهْلُ المَدِينَةِ) ومن سلك طريقهم في سفره (مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّأْمِ)(1) ولأبي ذرٍّ: ”ويهلُّ أهل الشَّأم“ (2) أي(3): ومن اجتاز في سفره بميقاتهم (مِنَ الجُحْفَةِ، و) يهلُّ (أَهْلُ نَجْدٍ) ومن مرَّ في سفره بميقاتهم (مِنْ قَرْنٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ) هو ابن عمر: (وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ) وفي رواية سالمٍ عنه [خ¦1528]: «زعموا أنَّ رسول الله صلعم قال، ولم أسمعه» (وَيُهِلُّ أَهْلُ اليَمَنِ) تهامته دون نجده(4)، ومن مرَّ بطريقهم (مِنْ يَلَمْلَمَ) قال ابن عبد البرِّ: اتَّفقوا على أنَّ ابن عمر لم يسمع من النَّبيِّ صلعم قوله: «ويهلُّ أهل اليمن / من يلملم» ولا خلاف بين العلماء أنَّ مُرسَل الصَّحابيِّ(5) صحيحٌ حجَّةٌ، نعم خالف في ذلك الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايينيُّ‼ فذهب إلى أنَّه ليس بحجَّةٍ، وقد ورد ميقات اليمن مرفوعًا من غير إرسالٍ من حديث ابن عبَّاسٍ في «الصَّحيحين» وغيرهما، ومن حديث جابرٍ في «مسلمٍ» إلَّا أنَّه قال: أحسبه رفعه، ومن حديث عائشة عند النَّسائيِّ، ومن حديث الحارث بن عمرٍو عند أبي داود والنَّسائيِّ.


[1] في (س): «الشَّام».
[2] في غير (س): «الشَّام».
[3] في (د): «أو من»، وفي (م): «أو ومن».
[4] في (د): «تهمة دون نجد».
[5] في (ص) و(م): «الصَّاحب»، وهو تحريفٌ.