إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: الشهداء الغرق والمطعون والمبطون والهدم

          720- 721- وبالسَّند قال: (حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ) الضَّحَّاكُ بن مخلَّد النَّبيل (عَنْ مَالِكٍ) الإمام (عَنْ سُمَيٍّ) بضمِّ السِّين المُهْمَلَة وفتح الميم وتشديد المُثنَّاة التَّحتيَّة، القرشيِّ المدنيِّ، مولى أبي بكر بن عبد الرَّحمن (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوان السَّمان (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : الشُّهَدَاءُ: الغَرِقُ) بفتح الغين وكسر الرَّاء؛ بمعنى: الغريق (وَالمَبْطُونُ) صاحب الإسهال (وَالمَطْعُونُ، وَالهَدِمُ) بكسر الدَّال: الَّذي يموت تحت الهدمِ، وتُسكَّن، أي: ذو الهدم الَّذي يموت بفعل الهادم، ونسب إلى الفعل مجازًا. (وَقَالَ) ╕ : (وَلَوْ) بالواو، وللهرويِّ والأَصيليِّ: ”لو“ (يَعْلمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ) التَّبكير (لَاسْتَبَقُوا) زاد الهرويُّ: ”إِلَيْهِ“ (وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي) صلاة (العَتَمَةِ وَ) صلاة (الصُّبْحِ) من الثَّواب (لأَتَوْهُمَا وَلَوْ) إتيانًا (حَبْوًا) زحفًا على الاست (وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ المُقَدَّمِ) الأوَّل(1) من الفضل، وللأَصيليِّ وابن عساكر: ”الأول“ (لَاسْتَهَمُوا) لاقترعوا عليه لما فيه من الفضيلة، كالسَّبق لدخول(2) المسجد، والقرب من الإمام، واستماع قراءته(3) والتَّعلُّم منه، والفتح عليه والتَّبليغ عنه، والصَّفُّ المقدَّم يتناول الصَّفَّ الثَّاني بالنسبة للصَّفِّ(4) الثَّالث، فإنَّه مقدَّم عليه، وكذا الثَّالث بالنِّسبة للرَّابع، وهلمَّ جرًّا، فرواية الصَّفِّ الأوَّل رافعةٌ لذلك معيِّن للمراد.
          ورواة هذا الحديث مدنيُّون إِلَّا شيخ المؤلِّف فبصريٌّ، وفيه: التَّحديث والعنعنة، وأخرجه المؤلِّف في «فضل(5) التَّهجير» [خ¦654] وتقدَّمت مباحثه في «باب الاستهام في الأذان» [خ¦615].


[1] «الأوَّل»: ليس في (د).
[2] في (م): «لدخوله».
[3] في (ص) و(م): «قراءة».
[4] «للصَّفِّ»: مثبتٌ من (م).
[5] «فضل»: ليس في (د).