عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

{قل أعوذ برب الناس}
  
              

          ░░░114▒▒▒ (ص) سُورَةُ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.
          (ش) أي: هذا في تفسير بعض شيءٍ مِن (سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}) وفي بعض النُّسَخ لم يُذكَر لفظ (سورة) وفي بعضها: <سورة الناس> وهي مدنيَّةٌ، وهي تسعةٌ وتسعون حرفًا، وعشرون كلمةً، وستُّ آياتٍ.
          (ص) وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {الْوَسْوَاسِ} إِذَا وُلِدَ خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا ذُكِرَ اللهُ ╡ ذَهَبَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ ثَبَتَ عَلَى قَلْبِهِ.
          (ش) كذا في وقع هذا لغير أبي ذرٍّ، ووقع له: <وقال ابن عَبَّاسٍ> والأَوَّل أولى؛ لأنَّ إسناد الحديث إلى ابن عَبَّاسٍ ضعيفٌ، أخرجه الطَّبَريُّ والحاكم، وفي إسناده حكيم بن جُبَيرٍ، وهو ضعيفٌ، ولفظه: ما مِن مولودٍ إلَّا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذَكَر الله خنسَ، وإذا غفل وسوسَ.
          قوله: (خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ) قال الصاغانيُّ: الأَولى: «نخسه الشيطان» مكان «خنسه الشيطان» فإن سَلِمَت اللَّفظة مِنَ الانقلاب والتصحيف؛ فالمعنى والله أعلم: أخَّره وأزاله عن مكانه لشدَّة نَخْسِه وطَعْنه بإصبعه في خاصرته.