عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

{القارعة}
  
              

          ░░░101▒▒▒ (ص) سُورَُة الْقَارِعَةِ.
          (ش) أي: هذا في تفسير شيءٍ مِن (سورة القارعة)، وهي مَكِّيَّةٌ، وهي مئةٌ واثنانِ وخمسون حرفًا، وستٌّ وثلاثون كلمةً، وإحدى عشرة آيةً، ولم يُذكَر هذا لأبي ذرٍّ لأنَّه ذكرها مع (العاديات) كما ذكرناه، و{القارعة} القيامة لأنَّها تقرع القلوب.
          (ص) {كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ. كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ، وَقَرَأَ عَبْدُ الله: {كَالصُّوفِ}.
          (ش) أشار به إلى قوله ╡ : {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ}[القارعة:4-5] وفسَّر (الفراش المبثوث) بقوله: (كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ...) إلى آخره، وعن أبي عبيدة: الفراش: طيرٌ، لا ذباب ولا بعوض، و{الْمَبْثُوثِ} المتفرِّق، وقيل: الفراش: الطير التي يسَّاقط في النار، و(الغَوْغَاء) الصوت والجلبة، وفي الأصل: الغوغاء: الجراد حين يخفُّ للطيران.
          قوله: (كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ) أشار به إلى قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} أي: كألوان العِهْن، وهو الصوف، وكذلك قرأ عبدُ الله بدل (العِهن) ذكره ابنُ أبي داود عنه، و{الْمَنفُوشِ} المندوف.