عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

سورة القيامة
  
              

          ░░░75▒▒▒ (ص) سُورَةُ الْقِيَامَةِ
          (ش) أي: هذا في تفسير بعض (سورة القيامة)، وهي مَكِّيَّةٌ، وهي ستُّ مئةٍ واثنان وخمسون حرفًا، ومئةٌ وسبعٌ وتسعون كلمةً، وأربعون آيةً.
          ░1▒ (ص) وَقَوْلُهُ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}
          (ش) أي: وقوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ} الخطاب للنَّبيِّ صلعم ؛ أي: لا تحرِّك بالقرآن لسانك، وذلك أنَّ رسول الله صلعم كان لا يفتر عن قراءة القرآن مخافةَ أن ينساها، ويحرِّك به لسانَه، فأنزل الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} أي: بتلاوته؛ لتحفَظَه ولا تنساه.
          (ص) وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {سُدًى} هَمَلًا.
          (ش) أي: قال ابن عَبَّاسٍ في قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى}[القيامة:36] أي: (هَمَلًا) بفتحتين؛ أي: مُهْمَلًا.
          (ص) وَقَالَ: {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} سَوْفَ أَتُوبُ سَوْفَ أَعْمَلُ.
          (ش) أي: قال ابن عَبَّاسٍ أيضًا في قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}[القيامة:5] وفسَّره بقوله: (سَوْفَ أَتُوبُ سَوْفَ أَعْمَلُ) وحاصل المعنى: يريد الإنسان أن يدوم على فجوره فيما يستقبله مِنَ الزمان، ويقول: سوف أتوب سوف أعمل عملًا صالحًا.
          (ص) {لَا وَزَرَ} لَا حِصْنَ.
          (ش) أشار به إلى قوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}[القيامة:12-13] وفسَّر (الوَزَر) بالحِصْن، وروى الطَّبَريُّ مِن طريق العوفيِّ عن ابن عَبَّاسٍ: لا حِصْنَ، وعن أبي عبيدة: الوَزَر: الملجأ.