عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

{لم يكن}
  
              

          ░░░98▒▒▒ (ص) سُورَةُ {لَمْ يَكُنْ}.
          (ش) أي: هذا في تفسير بعض (سورة {لَمْ يَكُنِ}) ويقال لها: (سورة المنفكِّين) و(سورة القيِّمة) و(سورة البيِّنة)، وهي مدنيَّةٌ في قول الجمهور، وحكى أبو صالحٍ عن ابن عَبَّاسٍ: أنَّها مَكِّيَّةٌ، وهو اختيار يحيى بن سلام، وعن سفيان: ما أدري ما هي؟ وفي رواية هَمَّام عن قتادة ومُحَمَّد بن ثورٍ عن معمرٍ: أنَّها مَكِّيَّةٌ، وفي رواية سعيدٍ عن قتادة: أنَّها مدنيَّةٌ، وهي ثلاثُ مئةٍ وتسعةٌ وتسعون حرفًا، وأربعٌ وتسعون كلمةَ، وثمان آياتٍ.
          (ص) {مُنْفَكِّينَ} زَائِلِينَ.
          (ش) أشار به إلى قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ}[البينة:1] وفسَّره بقوله: (زَائِلِينَ) أي: عن كفرهم، وأصل (الفكِّ) الفتح، ومنه: فكُّ الكتابِ.
          (ص) (القَيِّمَةُ) الْقَائِمَةُ. {دِينُ الْقَيِّمَةِ} أَضَافَ الدِّينَ إِلَى الْمُؤَنَّثِ.
          (ش) أشار به إلى قوله تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة:5] وفسَّرها بقوله: (القَائِمَة) أي: دين الملَّة القائمة المستقيمة، فـ(الدين) مضافٌ إلى مؤنثٍ، وهي الملَّة، و{القيِّمَة} صفةٌ، فحذف الموصوف.