عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

{إنا أعطيناك الكوثر}
  
              

          ░░░108▒▒▒ (ص) سُورَةُ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}.
          (ش) أي: هذا في تفسير بعض شيءٍ مِن (سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}) وقيل: (سورة الكوثر)، وهي مَكِّيَّةٌ عند الجمهور، وقال قتادة والحسن وعكرمة: مدنيَّةٌ، وسبب الاختلاف فيه لأجل الاختلاف في سبب النزول، فعن ابن عَبَّاسٍ: نزلت في العاص بن وائلٍ، وأنَّهُ قال في حقِّ النَّبِيِّ صلعم : الأبتر، وقيل: في عقبة بن أبي مُعَيطٍ، وعن عكرمة: في جماعةٍ مِن قريشٍ، وقيل: في أبي جهلٍ، وقال السهيليُّ: في كعب بن الأشرف، قال: ويلزم مِن هذا أن تكون السورة مدنيَّةً، وفيه تأمُّلٌ، وهي اثنان وأربعون حرفًا، وعشر كلماتٍ، وثلاث آياتٍ.
          (ص) وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {شَانِئَكَ} عَدُوَّكَ.
          (ش) أي: قال ابن عَبَّاسٍ في قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}[الكوثر:3] أي: إنَّ عدوَّك هو الأبتر، وهكذا في رواية المستملي بذكر: (قال ابن عَبَّاسٍ) وفي رواية غيره بدون ذكره.