عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

سورة المائدة
  
              

          ░░░5▒▒▒ (ص) سورة الْمَائِدَةِ.
          (ش) أي: هذا بيان تفسيرِ بعض شيءٍ مِن (سورة المائدة)، وهي على وزن (فاعِلة) بمعنى مفعولة، أي: ميد بها صاحبها، وقال الجَوْهَريُّ: مادهم يميدُهم لغةٌ في مارهم؛ مِنَ الميرة، ومنه المائدة، وهي خوانٌ عليها طعامٌ، فإذا لم يكن عليه طعامٌ فليس بمائدة، وإِنَّما هو خوانٌ، وقال أبو عُبيدة: «مائدة» «فاعلة» بمعنى مفعولة؛ مثل: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}[الحاقة:21] بمعنى مرضيَّة، وقال مقاتل: هي مدنيَّة كلُّها نزلت بالنهار، وقال [عطاء بن أبي مُسلم: نزلت «سورة المائدة» ثُمَّ «سورة التوبة»، وقال] أبو العَبَّاس في «مقامات التنزيل»: هي آخر ما نزل، وفيها اختلافُ ستِّ آيات؛ آيةٌ منها نزلت في عرفات لم أسمع أحدًا اختلف فيها؛ وهي: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة:3]، وآية التيمم نزلت بالأبواء، و{وَاللهُ يَعْصِمُكَ}[المائدة:67] نزلت بذات الرقاع، وآيتان فيهما دلالةٌ على أقاويل بعضهم: إنَّها نزلت قبل الهجرة؛ وهي: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا}[المائدة:82] إلى قوله: {مَعَ الشَّاهِدِينَ}[المائدة:83] وآيةٌ اختلفوا فيها؛ فقيل: إنَّها نزلت بنخلةَ في الغزوة السابعة، وقيل: إنَّها نزلت بالمدينة في شأن كعب بن الأشرف، وهي: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ}[المائدة:7] وذكر أبو عُبيدة عن مُحَمَّد بن كعب القرظيِّ قال: نزلت «سورة المائدة» على سيِّدنا رسول الله صلعم في حجَّة الوداع فيما بين مكَّة والمدينة، وهو على ناقته، فأندَرَ رُكبتَها، فنزل عنها صلعم ، وقال السخاويُّ: ذهب جماعة إلى أنَّ «المائدة» ليس فيها منسوخٌ؛ لأنَّها متأخِّرة النزول، وقال آخَرون: / فيها مِنَ المنسوخ عشرةُ مواضع، وقال النحَّاس: قال بعضهم: فيها آيةٌ واحدةٌ منسوخةٌ، ذكره الشعبيُّ، ثُمَّ ذكر سِتَّة آخرين لتكملة سبع آيات، وهي أحَدَ عَشَر ألفًا وسبع مئة وثلاثة وثلاثون حرفًا، وألفان وثمان مئة كلمةً، وأربع كلمات، ومئة وعشرون آية كوفيٌّ، واثنان وعشرون مدنيٌّ وشاميٌّ ومَكِّيٌّ، وعشرون وثلاث بصريٌّ.