مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه

          ░100▒ باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه
          وقال بعضهم: صاحب الدابة.. إلى آخره.
          ثم ساق عن أيوب: وذكر شر الثلاثة عند عكرمة، فقال: قال ابن عباس... الحديث.
          قال الجوهري: يقال: فلان شر الناس ولا يقال: أشر الناس إلا في لغة رديئة.
          وقثم: وزن عمر، معدول عن قائم وهو المعطي، فهو غير منصرف للعدل والتعريف.
          وقثم: هو ابن عباس وكان يشبه برسول الله روى عن رسول الله وعن أخيه الفضل، قال الحاكم: كان أخا الحسن بن علي من الرضاعة، وكان شبيه رسول الله وآخر الناس به عهداً. واختلف في موضع قبره، فالصحيح: سمرقند. وقيل: بمرو.
          قوله: (فأيهم شر أو أيهم خير) ذكره ابن التين بلفظ: فأيهم أشر أو أيهم أخير قال الجوهري: يقال: فلان خير الناس، ولا يقال: أخير. وفلانة خير الناس، ولا تقول: خيرة. لا تثني ولا تجمع؛ لأنه في معنى أفعل، وأما قول الشاعر:
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد                     بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
          فإنما ثناه؛ لأنه أراد خيري مخففة مثل: ميت وميت، وهين وهين.
          قوله: (وقال بعضهم..) إلى آخره، قد روي عن رسول الله، ذكره (ت) من حديث علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن بريدة: بينا رسول الله يمشي إذ جاءه رجل ومعه حمار فقال: يا رسول الله، اركب، وتأخر الرجل، فقال ◙: ((لأنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي)) فقال: قد جعلته لك، فركب. ثم قال: حسن غريب.
          وحديث ابن عباس يدل على معنى الحديث؛ لأنه ◙ كان أحق بصدر الدابة، فلما حمل قثماً أو الفضل بين يديه كان مقام الأدب في ذلك.
          وأظن (خ) لم يرض بإسناد حديث ابن بريدة، فأدخل حديث ابن عباس؛ ليدل على معناه.