مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الثلاثة على الدابة

          ░99▒ باب الثلاثة على الدابة
          فيه حديث ابن عباس قال: لما قدم النبي صلعم مكة الحديث وسلف في الحج.
          وأغيلمة: تصغير غلمة على غير نكرة، كأنهم صغروا أغلمة على القياس وإن كانوا لم يقولوه، كما قالوا: أصيبية.
          وفيه ما ترجم له، وهو جواز ركوب الثلاثة، وقيل: إنه قيل لابن عباس: لا يصلح أن يركب ثلاثة على دابة، ويدعيه عن رسول الله، فإن كان ما قيل له محفوظاً فهو ناسخ لهذا؛ لأن الفعل يدخله النسخ بخلاف الخبر، قاله الداودي.
          وأورد ابن جرير حديث إسحاق بن زيد الخطابي، بسنده، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: ((لا يركب الدابة فوق اثنين)).
          ثم قال: اختلف في ذلك، فقال بعضهم بحديث الباب بشرط الإطاقة، روي ذلك عن ابن عمر أنه قال: ما أبالي أن أكون عاشر عشرة على دابة إذا أطاقت حمل ذلك، رواه شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، عنه.
          وكره آخرون ركوب دابة أكثر من اثنين عملاً بحديث أبي سعيد، روي ذلك عن علي قال: إذا رأيتم ثلاثة نفر على دابة / فارجموهم حتى ينزل أحدهم.
          قال الطبري: وحديث الحديثين صحيحين لحديث الباب، فحديث الباب محمول على الإطاقة، والنهي على من لم يطق وعليه تحمل ما روي عن علي وقد قال ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن رسول الله الذي حمل اثنين معه كان ناقة، ولا يضر ذلك بها، وكذا الفرس والبغل بالنسبة لرجل مع صبيين يسير مسافة من الأرض لا يتعذر على الصبيان قطعها مشياً.
          وروى ابن مهدي بسنده عن ابن مسعود قال: كان يوم بدر ثلاثة على بعير.
          وقد روى مطر بن محمد، بسنده عن المسيب بن دارم قال: رأيت عمر بن الخطاب ضرب جمالاً وقال: تحمل على بعيرك ما لا يطيق.