مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت

          ░62▒ باب الأمر بإخراجهم
          فيه حديث ابن عباس: ((لعن النبي صلعم المخنثين من الرجال)) الحديث.
          وحديث أم سلمة أنه ◙ كان عندها وفي البيت مخنث، الحديث وسلف.
          والتخنث التكسر وهو التعطف من قوله خنثت الشيء فتحته؛ أي: عطفته فانعطف فكأنه يمشي مجابه مشبهاً بمشي النساء ولم يرد من ثوبي يوضحه والمترجلات من النساء تتشبه بالرجل إذا حملت سيفاً أو رمحاً وما كان فوق ذلك في السحق فهو كثير قاله الداودي.
          وإنما أمر بإخراجها؛ لأنها قد يؤدي فعلها إلى ما يفعله شرار النساء من السحق، وهو أيضاً عظيم، وإنما لعن المخنث وإن كان خلقاً له؛ لتشبهه بهن، والله خلقه بخلاف ذلك، فهو يحاول تغيير الهيئة التي خلق عليها، وله سبيل إلى اكتساب خلق الرجال، وقدر على اختلاف منه له إلى نفسه، ولفعله ما يكرهه الله ونهى عنه رسوله من التشبه بهن في اللباس والزينة.
          وقال ابن عباس: المؤنثون أولاد الجن. قيل له: وكيف؟ قال: إن الله نهى أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض / ، فإذا أتاها حائضاً سبقه الشيطان إليها وحملت منه فأتت بالمؤنث رواه ابن وهب عن ابن جريج، عن عطاء، عنه.
          قوله: (فأخرج فلانا، وأخرج عمر فلاناً) قال ابن التين: هذا هو الصحيح في الروايات، قال: وقد جاء في رواية (خ): فأخرج ◙ فلانة. قلت: وعليها مشى ابن بطال.
          قوله: (لا يدخلن هؤلاء عليكم) اختلف فيه، هل هو على الإيجاب أو الندب؛ لأنه لم ير منه الشهوة لنفسه وإنما وصف.
          فإن قلت: كيف ساغ دخوله على أمهات المؤمنين بعد نزول الحجاب؟ قلت: هو من جملة ما استثني منهم غير أولي الإربة.
          وقد تأوله عكرمة على المخنث الذي لا حاجة له في النساء، وبذلك ورد الخبر عن رسول الله.
          روى معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان مخنث يدخل على أزواج رسول الله يعدونه من غير أولي الإربة، فدخل عليه رسول الله وهو ينعت امرأة، وذكر الحديث، فأمر ◙ أن لا يدخل عليهن.