مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من جر ثوبه من الخيلاء

          ░5▒ باب من جر ثوبه من الخيلاء
          فيه حديث أبي هريرة أنه ◙ قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً)).
          وأخرجه (م) أيضاً، وسلف قريباً.
          وحديثه أيضاً قال النبي صلعم، أو قال أبو القاسم صلعم: ((بينما رجل)) الحديث.
          وحديث عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله قال: ((بينما رجل)) الحديث، وسلف في بني / إسرائيل، تابعه يونس، عن الزهري. ولم يرفعه شعيب، عن الزهري.
          وحديث جرير بن زيد، وهو الأزدي الجهضمي(1) بصري، عن جرير بن حازم بن زيد قال: كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر على باب داره، فقال: سمعت أبا هريرة سمع رسول الله يقول نحوه، أخرجه (ن).
          وحديث شعبة قال: لقيت محارب بن دثار، وهو يأتي مكانه الذي يقضي فيه، فسألته عن هذا الحديث، فحدثني قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله: ((من جر ثوبه من مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) فقلت: إزاره؟ فقال: ما خص إزاراً ولا قميصاً.
          قلت أخرجه (م) (ن) قال (خ): تابعه جبلة بن سحيم.. إلى آخره.
          إنما خص الإزار بالذكر والله أعلم؛ لأن أكثر الناس في عهده ◙ كانوا يلبسون الأزر والأردية، فلما لبس الناس المقطعات وصار عامة لباسهم القمص والدراريع كان حكمها حكم الإزار، وأن النهي عما جاوز الكعبين منها دخل في معنى نهيه عن جر الإزار، إذ هما سواء في المماثلة، وهذا هو القياس الصحيح، نبه عليه الطبري وهو طريق في القياس لو لم يأت نص في التسوية بينهما.
          وقد سلف حديث ابن عمر: ((من جر ثوبه خيلاء))، فعم جميع الثياب، وفي (د) عن ابن عمر أنه سئل عن حديث الإزار، فقال: ما قال رسول الله في الإزار فهو في القميص، وقد جاء هذا أيضاً عن رسول الله صلعم.
          روى (د) من حديث سالم عن أبيه عن رسول الله قال: ((الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر منها شيئاً لم ينظر الله إليه يوم القيامة)).
          قوله: (مرجل جمته) قال ابن السكيت: شعر رجل ورجل إذا لم يكن شديد الجعودة ولا سبطاً. تقول منه: رجل شعره ترجيلاً، والجُمَّة: مجمع شعر الرأس، وهو أكبر من الوفرة.
          قوله: (يتجلجل) أي: يسرح ويضطرب، وقال عبد الملك: هو الانجرار في الأرض بصوت، ومنه سمي الجلجل، وقال صاحب ((الأفعال)): جلجلت الشيء إذا حركته، وكل شيء خلطت بعضه ببعض، فقد جلجلته.
          قال الداودي: وركوب الخيل يغيظ به الكفار ويرهب العدو، قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم} الآية [الأنفال:60].
          قوله: (ولم يرفعه شعيب) ذكره الإسماعيلي كما سلف من حديث أبي اليمان، عن شعبة، عن الزهري، أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر قال: ((بينما امرؤ جر إزاره..)) الحديث.
          وحديث عبد الرحمن بن خالد هو المشار إليه في ذكر بني إسرائيل عقب حديث يونس عن الزهري، مرفوعاً بقوله: تابعه عبد الرحمن هذا واستفدنا بهذا هذه المتابعة، وأخرجها الإسماعيلي أيضاً من حديث ابن المبارك عنه.
          قوله: (تابعه جبلة بن سحيم وزيد بن أسلم وزيد بن عبد الله عن ابن عمر) أما متابعة جبلة فأخرجها (م) (ن) من حديث زيد فذكره (خ) مسنداً في أول الكتاب.
          وقوله: (وقال الليث..) إلى آخره، يريد بقول الليث ما أخرجه (ن) (م) عن قتيبة ومحمد بن رمح؛ كلاهما عن الليث.
          وقوله: (وتابعه موسى بن عقبة) يريد ما / سلف عنده في باب: من جر إزاره من غير خيلاء.
          وقوله: (وعمر بن محمد) أخرجه (م) عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب عنه.
          روي هذا الحديث من طرق، عن أبي ذر يرفعه: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المسبل..)) الحديث.
          وعن عبد الله بن عمرو يرفعه: ((لا ينظر الله إلى الذي يجر إزاره خيلاء)).
          وروى (ن) من حديث الأشعث بن سليم: سمعت عمي يحدث عن عمه أنه كان بالمدينة فسمع قائلاً يقول: ((ارفع ثوبك فإنه أتقى وأنقى وأبقى))، فنظرت فإذا هو رسول الله صلعم، فقلت: إنما هي بردة ملحاء. قال: ((أو ما لك فيَّ أسوة)) فنظرت فإذا إزاره إلى نصف الساق.


[1] في المخطوط: ((الحمصي)) ولعل الصواب ما أثبتناه.