مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب البرود والحبرة والشملة

          ░18▒ باب البرود والحبرة والشملة
          وقال خباب: شكونا الحديث وسلف في الصلاة.
          ثم ذكر فيه أحاديث:
          1- حديث أنس في جبذ الأعرابي بردائه، وسلف قريباً.
          2- حديث سهل بن سعد: جاءت امرأة ببردة، وسلف أيضاً.
          3- حديث أبي هريرة: ((يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفاً)) الحديث وسلف قريباً
          4- حديث قتادة، عن أنس قال: قلت له: أي الثياب كان أحب الحديث.
          5- حديث عائشة: أنه ◙ حين توفي سجي ببرد حبرة. وسلف أيضاً.
          والبردة كساء أسود مربع فيه صفر تلبسه الأعراب والجمع: برد. قاله الجوهري: قال: والبرد من الثياب والجمع برود.
          وقال الداودي: البرود كالأردية والميازر، وبعضها أفضل من بعض، وقال ابن بطال: النمرة والبرد سواء.
          وفيه: تواضعه ◙ في لبسه، والشملة: كساء اشتمل به، قاله الجوهري.
          قال ابن السكيت: يقال: اشتريت شملة تشملني، وقال الداودي: هي البردة. قال: وقوله: منسوج في حاشيتها يقول: بها حاشيتان لم تشق من برد كبير فيتخذ مئزراً.
          والحبرة بوزن عنبة: بردتان، قاله الجوهري.
          قال الداودي: هي الخضر؛ لأنها لباس أهل الجنة. قال: ولذلك يستحب في الكفن ولذلك سجي رسول الله صلعم بها والبياض خير منها.
          وفيه كفن رسول الله وقيل: أحد أكفانه حبرة، والأول أكثر. وقال الهروي: هي الموشية المخططة.
          وقال ابن بطال: البرود هي برود اليمن تصنع من قطن وهي الحبرات يشتمل منها، وهي كانت أشرف الثياب عندهم.
          ألا ترى أنه ((سجي بها ◙ حين توفي ولو كان أفضل من البرود شيء لسجي به)).
          وفيه: جواز لباس رفيع الثياب للصالحين وذلك داخل في معنى قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف:32].
          وفي حديث أنس ما جبل عليه الشارع من شريف الأخلاق وعظيم الصدر على جفاء الجهال والصفح عنهم، ألا ترى أنه ضحك حين جبذه الأعرابي ثم أمر له بعطاء ولم يؤاخذه(1).
          وفي حديث سهل: كرم الشارع وإيثاره على نفسه، وإن كان في حال حاجة آخذاً بـ{يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ} الآية [الحشر:9].
          وفيه: أنه ينبغي التبرك بثياب الصالحين ويتوسل بها إلى الله تعالى في الحياة والممات.
          وفيه: جواز أخذ الهدية للرجل الكبير ممن هو دونه إذا علم طيب ما عنده.
          وفيه: جواز لوم من سأل الإمام والخليفة ما عليه من ثيابه.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: فإن قلت: السكوت عن مثل فعل الأعرابي ربما إنه يتحرى غيره إلى ما فوق ذلك من الفعل والقول وربما فطن بعض ضعفاء اليقين من المسلمين أن ذلك عجز منه ◙ عن ردع هذا ومثله، قلت: كان أصحابه ♥ كلهم قد تحينوا حلمه وكظم غيظه وعفوه وإعراضه عن الجاهلين عملاً بالآية الكريمة)).