مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب نقض الصور

          ░90▒ باب نقض الصور
          فيه حديث عائشة: أنه ◙ لم يكن يترك في بيته شيئاً... الحديث.
          وحديث أبي هريرة: ((ومن أظلم ممن ذهب...)) الحديث.
          في حديث عائشة حجة لمن كره الصور في كل شيء مما يمتهن ويوطأ وغيرهم؛ لعموم قول عائشة، فدخل في ذلك جميع وجوه استعمال الصور في البسط واللباس وغيره.
          قوله: (إلا نقضه) ادعى الخطابي أن في سائر / الروايات: إلا قضبه أي: قطعه. والتصاليب: أشكال الصليب، ونهى عن الصلاة في الثوب المصلب؛ أي: الذي فيه نقش أشكال الصليب، وإنما فعل ذلك؛ لأن النصارى يعبدون الصليب، فكره أن يكون منه شيء في بيته(1).
          وفي حديث أبي هريرة دليل على أن نهيه ◙ عن الصور؛ يحمل معناه عندهم على العموم أيضاً في الخيطان والثياب وغيرهما.
          قوله: (ومن أظلم..) إلى آخره هو في معنى حديث لعنه، وصفه بأشد الظلم، وقد قال تعالى: {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود:18] فعمت اللعنة كل من وقع عليه اسم ظالم ومصور وغيره.
          والتور: بفتح المثناة فوق: إناء يشرب فيه.
          قوله: (فغسل يديه) قال الداودي: فغسلهما تبرماً من إثم ما رأى، والظاهر أنه حكى صفة حال أنه أتي بماء فتوضأ.
          قال: وقوله: (منتهى الحلية) كأنه أضافه إلى نفسه، والظاهر أنه أراد أنه ◙ قال: يحلون في الجنة إلى منتهى الوضوء وكنى بالحلية عن الغرة والتحجيل.
          ووقع في كتاب ابن بطال: أن وضوء أبي هريرة إلى إبطه ليس عليه العمل، وأجمعت الأمة أنه لا يتجاوز بالوضوء ما حده الله من المرفقين، وقد رددنا عليه ذلك في كتاب الطهارة.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: فإن قلت: قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} فكيف قال من أظلم إلى آخره؟ قلت: معناه من أظلم من المسلمين وأما المشرك فلا شك في ظلمه وظلمه لا يشبهه ظلم مسلم، أو المراد من فعل ذلك مضاهياً قاصداً ذلك فيصير في مرتبة المشرك فحينئذ لا إشكال فيه فهو هو.
فإن قلت: الذي تصور الشجر ونحوه هو أيضاً مضاهٍ فما خصوصية تصوير الحيوان قلت: المضاهاة فيه أعظم)).