مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الاستلقاء ووضع الرجل على الأخرى

          ░103▒ باب الاستلقاء، ووضع الرجل على الأخرى
          فيه حديث عباد بن تميم، عن عمه أنه أبصر النبي صلعم... الحديث وسلف في الصلاة، ويأتي في السلام والاستئذان، وفعله ◙ هذا على وجه الراحة، وكذا فعله الصديق والفاروق وعثمان وهو مذهب مالك.
          وكره ذلك بعض فقهاء الأمصار وذكروا أنه ◙ نهى عنه.
          وذكر مالك هذا الحديث في ((موطآته)) ردًّا على من كره ذلك، وأردفه بأن / الصديق والفاروق كانا يفعلان ذلك، فكأنه ذهب إلى أن نهيه عنه منسوخ بفعله، واستدل على نسخه بفعل الخليفتين بعده، وهما لا يجوز أن يخفى عليهما النسخ في ذلك.
          قال والدي ⌂:
          (باب الارتداف).
          قوله: (قتيبة) مصغر قتبة الرحل و(أبو صفوان) عبد الله بن سعيد الأموي و(يونس بن يزيد) من الزيادة و(القطيفة) الدثار المخمل و(فدك) بفتح الفاء والمهملة قرية بخيبر و(يزيد) بالزاي ابن زريع مصغر الزرع؛ أي: الحرث، و(خالد) أي الحذاء و(عكرمة) بكسر المهملة والراء مولى ابن عباس و(أغيلمة) تصغير الغلمة جمع الغلام وهو شاذ والقياس غليمة.
          فإن قلت: ما وجه مناسبة الباب بالكتاب؟ قلت: الغرض منه الجلوس على لباس الدابة وإن تعدد أشخاص الراكبين عليها والتصريح بلفظ القطيفة في الحديث السابق مشعر بذلك.
          قوله: (محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة و(أيوب) أي: السختياني و(ذكر) بلفظ المجهول و(أشر الثلاثة) على دابة في بعضها الأشر الثلاثة.
          فإن قلت: فيه استعمالان غريبان الأول أن المشهور من استعمال هذه الكلمة شر وخير لا أشر وأخير، والثاني الإضافة مع لام التعريف فما وجهه؟ قلت: الأشر والأخير أيضاً لغة فصيحة كما تقدم في حديث عبد الله بن سلام: ((أخيرنا وابن أخيرنا))، وجاء في المثل: صغراها شراها، وأما التعريف فحكمه حكم الحسن الوجه والضارب الرجل والواهب المائة.
          فإن قلت: هاهنا مفسدة أخرى وهي أن أفعل التفضيل لا يستعمل إلا بأحد الوجوه الثلاثة، ولا يجوز الجمع بين اثنين منها وهاهنا قد جمع بينهما؟ قلت: الأشر في حكم الشر.
          قوله: (قثم) بضم القاف وخفة المثلثة المفتوحة، ابن العباس الهاشمي كان آخر الناس عهداً برسول الله صلعم، ولي مكة من قبل علي ☺ ثم سار أيام معاوية إلى سمرقند فاستشهد بها وقبره بها.
          و(الفضل) بسكون المعجمة أخوه ثبت مع رسول الله صلعم يوم حنين حين انهزم الناس مات بالشام سنة ثمان عشرة على الأصح.
          قوله: (وإنهم) في بعضها أو أنهم.
          فإن قلت: ما حاصل هذه المذاكرة؟ قلت: لعلهم ذكروا عند عكرمة أن ركوب الثلاثة على دابة شر وظلم وأن المقدم أشر أو المؤخر فأنكر عكرمة ذلك، واستدل بفعل النبي صلعم إذ لا يمكن نسبة الظلم إلى أحد منهم لأنهما ركبا بحمله صلعم إياهما.
          فإن قلت: سلمنا أنه لا شر ولا أشر فيهم لكن رسول الله صلعم كان أخير منهما؟ قلت: هما ما ركبا إلا بإشارته صلعم، فالكل فعله ◙ ركوباً وإركاباً وفعله كله خير ولا ترجيح فيهم من جهة الركوب، إذ لا ترجيح للمقدم على المؤخر أو بالعكس.
          (نعم هو) أي: رسول الله صلعم مطلقاً خير الكائنات وأفضل المخلوقات وفي بعضها الأشر الثلاثة برفعهما على الابتداء أو الخبر؛ أي: أشر الركبان هو الثلاثة، وحينئذ فمعنى أيهم أي: أي الركبان أشر أو أيهم أخير يعني: هؤلاء الثلاثة رسول الله وشريكاه خير أم سائر الركبان، والحق أن في المسئلة تفصيلاً راجعاً إلى طاقة الدابة وعدمها.
          قوله: (هدبة) بضم الهاء وسكون المهملة وبالموحدة ابن خالد و(معاذ) بضم الميم وبالمهملة وبالمعجمة ابن جبل ضد السهل الأنصاري و(آخرة) بوزن فاعلة هي العود التي يستند إليها الراكب من خلفه، أراد المبالغة في شدة قربه ليكون أوقع في نفس السامع فيضبط.
          قوله: (إذا فعلوه) أي: إذا / أدوا حق الله تعالى والحق الثابت ويستعمل بمعنى الواجب والجدير.
          فإن قلت: هذا هو مذهب المعتزلة حيث قالوا يجب على الله أن لا يعذب المطيع بل يجب عليه أن يثيبه؟ قلت: وعدهم الله به ومن صفة وعده أن يكون واجب الإنجاز فيجب بالشرع لا بالعقل كما هو مذهبهم أو الحق بمعنى الجدير؛ لأن الإحسان إلى من لم يتخذ ربًّا سواه جدير في الحكمة أن يفعله أو ذكر لفظ الحق على جهة المشاكلة كالواجب متأكد.
          قوله: (الحسن بن محمد بن الصباح) بتشديد الموحدة البغدادي و(يحيى بن عباد) بفتح المهملة وشدة الموحدة الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة وبالمهملة (يحيى) ابن أبي إسحاق الحضرمي بفتح المهملة وإسكان المعجمة وفتح الراء و(أبو طلحة) زيد هو زوج أم أنس.
          قوله: (فقلت المرأة) أي: قلت وقعت المرأة وفي بعضها بالنصب أي أوقعت المرأة وأسقطتها أو ألزم أو أحفظ وفي بعضها ففلت بالفاء من الفل وهو الإخراج والفصل و(نزلت) بلفظ المتكلم وقال (إنها أمكم) ليذكرهم أنها واجبة التعظيم.
          قوله (لدينا) يحتمل تعلقه بما قبله وبما بعده.
          فإن قلت: تقدم في كتاب الجهاد أنه كان مقبلاً من عسفان والرديف صفية والمصلح لشد الرحل أبو طلحة قلت: لا منافاة لأنهما قضيتان إحداهما في زمن الإقبال من خيبر والثاني من عسفان.
          قوله: (الاستلقاء) هو الاضطجاع على القفا و(عباد) بفتح المهملة وشدة الموحدة ابن تميم المازني بالزاي والنون الأنصاري و(عمه) هو عبد الله بن زيد.
          فإن قلت: كيف دل الحديث على الاستلقاء؟ قلت: لأن رفع إحدى الرجلين على الأخرى لا يتأتى إلا عند الاستلقاء.
          فإن قلت: ما وجه مناسبته لكتاب اللباس؟ قلت: وجهه أنه لولا اللباس لانكشف العورة عند استلقائه أو من جهة مماسة الظهر للباس أو للبساط.
          وفيه جواز الاضطجاع في المسجد والاستلقاء للاستراحة التي هي مقدمته لزيادة القوة على الطاعة فهو أيضاً طاعة لأن مقدمة الطاعة طاعة.
          الزركشي:
          (عن معاذ: بينا أنا رديف النبي صلعم) ذكر في الجهاد في باب اسم الفرس والحمار بإسناده أنه كان رديفه على حمار يقال له: عفير.
          (آخرة الرحل) ممدود: عود في مؤخره، وهو ضد قادمته.
          (وبعض نساء النبي صلعم رديفه) هي صفية.
          (يحيى بن أيوب الجريري) بفتح الجيم: من ولد جرير بن عبد الله انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (أبو صفوان) هو عبد الله بن سعيد بن عبد العزيز بن مروان اتفقا عليه.
          (باب الاستلقاء).
          قوله: (عباد بن تميم) عن عمه، عمه هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني.