مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الوصل في الشعر

          ░83▒ باب الوصل في الشعر
          فيه حديث معاوية وأبي هريرة وعائشة وأسماء وابن عمر في ذلك، وقد سلف، وذكر في حديث عائشة متابعة فقال: تابعه ابن إسحاق عن أبان عن صالح، عن الحسن، عن صفية، عن عائشة. وذكر حديث أبي هريرة بلفظ: وقال ابن أبي شيبة ثم ساقه.
          ثم ترجم: باب المتنمصات وذكر حديث عبد الله السالف، ثم ترجم: باب الموصولة وذكر حديث ابن عمر وأسماء وابن مسعود، ثم ترجم باب الواشمة / وذكر حديث أبي هريرة: ((العين حق)). ونهى عن الوشم.
          وحديث أبي جحيفة: والواشمة والمستوشمة.. ثم ترجم: باب المستوشمة ثم ذكر حديث أبي هريرة: ((لا تشمن ولا تستوشمن)) ثم ذكر حديث ابن عمر وابن مسعود.
          وفي حديث عائشة أبان بن صالح بن عمير بن عبيد، أبو بكر المكي وقيل: المدني جد مشكدانة أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر ابن محمد بن أبان أصله من العرب، وأصابه سباء القرشي مولى عثمان بن عفان، ويقال: الجعفي، وليس منهم، وإنما جده محمد بن أبان تزوج في الجعفيين فنسب إليهم. قال: لقبني أبو نعيم وكنت إذا أتيته بلبس وبطيب، فإذا رآني قال: قد جاء مشكدانة.
          ومشكدانة: وعاء الطيب، روى عنه (م) (د) (ق)، مات في المحرم سنة تسع وثلاثين، وقيل: ثمان وثلاثين ومائتين.
          ويناق جد الحسن بن مسلم بمثناة تحت ثم نون ثم قاف.
          وحديث أسماء فيه منصور بن عبد الرحمن بن طلحة بن طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان ابن عبد الدار.
          وأما صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة.
          وحديث ابن عمر في باب الموصولة فيه الفضل بن دكين. كذا هو في الأصول، قال الجياني: وقع هنا الفضل بن زهير وفي بعضها ابن دكين وكلاهما صواب، فإنه الفضل بن دكين بن زهير، وأبو جحيفة اسمه وهب بن عبد الله السوائي، توفي رسول الله وهو مراهق.
          قال الطبري: واختلف في معنى نهيه ◙ عن الوصل في الشعر فقال بعضهم: لا بأس عليها في وصلها شعرها، ما وصلت به من صوف وخرق وشبه ذلك، روي ذلك عن ابن عباس وأم سلمة أم المؤمنين، وعلة هذه المقالة قال معاوية حين أخرج القصة من الشعر، وقال: نهى رسول الله عن مثل هذه.
          قالوا: وأما الخرق والصوف فليس ذلك مما دخل في نهيه.
          وقال آخرون: كل ذلك داخل في نهيه؛ لعموم الخبر عنه أنه لعن الواصلة والمستوصلة، فبأي شيء وصلته فهي واصلة، روي ذلك عن أم عطية.
          وقال آخرون: لا بأس عليها في وصله بما وصلت به من شيء شعراً كان أو غيره، روي ذلك عن عائشة، وسئل عطاء عن شعور النساء أينتفع بها؟ قال: لا بأس بذلك.
          وقال آخرون: لا يجوز الوصل بشيء شعراً ولا غيره، ولا بأس أن تضع الشعر وغيره على رأسها وضعاً ما لم تصله، روي ذلك عن إبراهيم.
          والصواب كما قال الطبري: أن يقال: غير جائز أن تصل بشعرها شيئاً من الأشياء، لتتجمل به شعراً كان أو غيره؛ لعموم نهي رسول الله أن تصل بشعرها شيئاً، وقال غيره: وإنما قال معاوية: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ وإن كانت المدينة دار العلم ومعدن الشريعة وإليها يفزع الناس في أمر دينهم، ألا ترى أن معاوية قد بعث إلى عائشة يسألها عن مسائل نزلت به فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم الذين يلزمهم تغيير المنكر والتشدد على من استباح ما نهى عنه رسول الله، ولا يجوز أن يقال: إن المنكر كان بالمدينة ولم يغيره أهلها؛ لأنه لا يخلو زمان من ارتكاب المعاصي، وقد كان في وقت رسول الله من شرب الخمر وسرق وزنى، إلا أنه كان شاذًّا نادراً، ولا يحل لمسلم أن يقول: إنه ◙ لم يغير المنكر، فكذلك أمر القصة كان شاذًّا بالمدينة.
          ولا يجوز أن يقال: إن أهلها جهلوا النهي عنها(1)؛ لأن حديثه في لعن الواصلة والمستوصلة / حديث مدني رواه نافع عن ابن عمر، ورواه هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، عن رسول الله صلعم وهو معروف عندهم.
          ولعن الشارع الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة؛ لأنهما تعاونا على تغيير خلق الله. وفيه دليل أن من أعان على معصية، فهو شريك في الإثم.
          والقصة بضم القاف: ما أقبل على الجبهة من شعر الرأس. قاله الأصمعي.
          وقول معاوية: أين علماؤكم؟ إلى آخره.
          قيل: رأى ذلك؛ لأنه رأى نساء المدينة استسهلن فعل ذلك، وكان الأمراء حينئذ يتبعون قول العلماء.
          وقيل: أراد أن يعلمهم ويحذرهم، ذكرهما ابن التين، والحرسي: واحد الحرس للسلطان وحراسته، وقلت: حرسي؛ لأنه صار اسم جنس فنسب إليه، ولا تقل: حارس، إلا أن يذهب به إلى معنى الحراسة دون الجنس.
          قولها: (مرضت فتمعط شعرها) أي: تناثر، وكذلك أمرق، وأمرط؛ أي: انتتف وتناثر. وقولها: فتمرق. وفي رواية: فانمرق، روي بالواو والراء والزاي قاله ابن التين.
          قال: وبالزاي قربناه، وهو أظهر. وأصل (أمرق): (انمرق)، أبدلت النون ميماً وأدغمت في الميم الأخرى.
          قال: وروي: فأمزق: رباعي على ما لم يسم فاعله، ولا أعرف وجهه.
          واقتصر ابن بطال على الزاي، فقال هنا: قال صاحب ((الأفعال)): مرق الشعر والصوف: نتفه، وأمرق الشعر: حان أن ينتتف.
          وكذا قال الخطابي: تمزق من المزوق، وهو خروج الشعر من أصله، والياء مفتوحة، ونهي عنه؛ لما فيه من الغش والخداع، ولو رخص في ذلك لكان وسيلة إلى أنواع من الغش والخداع، وإنما توعد على ذلك باللعن من جهة أن هذه الأمور تغير الخلقة، ويتعاطى فاعلها بخلق صنعة الأذى قال: ولعله يدخل في هذا صنعة الكيمياء، فإنه من تعاطاها إنما يروم أن يخلق الصنعة بالخلقة، وكذلك هو في كل مصنوع يتشبه بمصنوع، وهو من باب الفساد عظيم، قال: ورخص أكثر أهل العلم في التواصل في ذلك؛ لأن أمرها لا يشتبه في إحاطة علم الناس بأنها مستعارة، ولا يظن بها تغيير الخلقة.
          واللثة بكسر اللام ثم مثلثة مخففة، وهو ما حول الأسنان، وأصلها: لثي، والهاء عوض من الياء، وجمعها: لثات ولثى، واعترض ابن التين على هذا التفسير فقال: الذي ذكره أبو عبيد وغيره: أن الوشم في اليد، وقال الداودي: هو أن يعمل على لحم الأسنان صفرة وغيرها.
          والحصبة، قال الجوهري: هي بثر يخرج في الجسد، وقد يحرك يريد الصاد تقول منه: حصب جسده بالكسر وهو بفتح الحاء.
          وقال الداودي: الحصبة: حب كالجدري، أو أصغر منها شيئاً.
          قولها: (والموشمة) مفعلة كذا صوابه بالتاء قبل الشين، ووقع في أصل الشيخ أبي الحسن عكسه على وزن مفعلة، قال ابن التين: ولا أعرف له وجهاً.
          قوله: (نهى عن ثمن الدم) أي: بيعته لا أجرته كما ادعاه بعضهم وهو غلط؛ لأنه لم يملك الدم وباعه، إنما هو أجرة حمله، قوله: وأكل الربا، هو الذي يعمل به ويأكل منه كما قاله القزاز.
          وقال الدوادي: هو الأخذ وإن لم يأكل.
          قوله: (ومؤكله) هو الذي يزيده في المال ليصبر عليه؛ لأنه مطعمه، وذلك أنه كان في الجاهلية إذا حل الدين، فإن / قضى وإلا أربا وزاد في الأجل.
          قوله قبله: (وثمن الكلب) هو عام في كل كلب، وبه قال مالك.
          وقيل: ما عدا كلب الصيد والماشية قاله ابن وهب.
          قال سحنون: أحج بثمنه، وهذا منه غاية في التحليل.
          قال والدي ⌂:
          (باب ما يذكر من المسك).
          قوله: (الصوم لي) فإن قلت: كل العبادات لله؟ قلت: سبب إضافته أنه لم يعبد أحد غير الله به إذ لم تعظم الكفار معبودهم في وقت من الأوقات بالصيام له، وقيل: لأنه عمل سري لا يدخل الرياء فيه.
          فإن قلت: الكل هو الله تعالى المجازي به؟ قلت: الغرض بيان كثرة الثواب إذ عظمة المعطي دليل عظمة المعطى ولمثله قيل:
          إن الهدايا على مقدار مهديها
          والحديث هو من جملة الأحاديث القدسية ومر في كتاب الصوم.
          قوله: (خلوف) بضم الخاء على المشهور وهو تغير رائحة الفم.
          فإن قلت: لا يتصور الأطيبية بالنسبة إلى الله تعالى إذ هو منزه عن أمثاله؟ قلت: الطيب مستلزم للقبول أي: خلوفه أقبل عند الله من قبول ريح المسك عندكم، أو هو على سبيل الفرض أي: أو تصور الطيب عنده لكان الخلوف أطيب أو المضاف محذوف؛ أي: عند ملائكة الله وله أجوبة أخرى تقدمت ثمة.
          قوله: (وهيب) مصغراً ابن خالد البصري و(هشام) هو ابن عروة روى عن أخيه عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام و(ما أجده) أي: أطيب كل طيب أجده من أي نوع كان.
          قوله: (عزرة) بفتح المهملة وإسكان الزاي وبالراء ابن ثابت ضد الزائل الأنصاري مر في الهبة.
          و(ثمامة) بضم المثلثة وخفة الميم الأولى ابن عبد الله و(زعم) أي: قال ولا يرد الطيب أي الذي أهدي إليه.
          قوله: (الذريرة) بفتح المعجمة وكسر الراء الأولى أي: المسحوقة. قال النووي: هو فتات قصب طيب يجاء به من الهند و(عثمان بن الهيثم) بفتح الهاء وإسكان التحتانية وبفتح المثلثة، المؤذن البصري مات سنة عشرين ومائتين و(محمد) قال الغساني: قالوا: هو محمد بن يحيى الذهلي، وشك (خ) في الرواية عن عثمان أنه بالواسطة أو بدونها ولا انقداح بهذا الشك.
          و(عمر بن عبد الله بن عروة) بن الزبير و(الحجة) بالفتح والكسر و(الوداع) بفتح الواو وكسرها و(للحل) أي: حين تحلل عن الإحرام و(الإحرام) أي: حين أراد أن يحرم بالنسك.
          قوله: (المتفلجات) من الفلج بالفاء والجيم وهو تباعد ما بين الثنايا والرباعيات والفرق بين السنين أي: النساء اللائي تفعل بأسنانها ذلك رغبة في تحسينها.
          قوله: (عثمان) أي: ابن محمد بن أبي شيبة ضد الشباب الكوفي و(جرير) بفتح الجيم وكسر الراء الأولى و(علقمة) بفتح المهملة والقاف وسكون اللام و(عبد الله) أي: ابن مسعود و(الوشم) بالمعجمة غرز الإبرة في اليد ونحوها، ثم ذر النيلج عليه و(الااستيشام) طلب الوشم به و(التنمص) بالمهلمة نتف الشعر لا سيما من الوجه.
          واللام في (للحسن) للتعليل احترازاً عما لو كان للمعالجة ومثلها وهو متعلق بالأخير ويحتمل أن يكون متنازعاً فيه بين الأفعال المذكورة كلها وذكر لفظ المغيرات كالتعليل لوجوب اللعن.
          قوله: (ما لي) استفهام أو نفي وكانت امرأة مكناة بأم يعقوب قالت لعبد الله لم تلعنهن قال لم لا ألعن من لعنه رسول الله صلعم ووجوب اللعن مذكور في كتاب الله حيث قال: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر:7] فمعناه: العنوا من لعنه رسول الله صلعم.
          قوله: / (حميد) بضم المهملة و(هو) أي: معاوية(2) و(قصة) بضم القاف وشدة المهملة القطعة من قصصت الشعر أي قطعته و(الحرسي) بفتح المهملة والراء وبالمهملة وتشديد التحتانية؛ أي: الجندي.
          الجوهري: هم الذين يحرسون السلطان والواحد حرسي لأنه قد صار اسم جنس فنسب إليه.
          قوله: (أين علماؤكم) السؤال للإنكار عليهم بإهمالهم إنكار مثل هذا المنكر وغفلتهم عن تغييره والغرض النهي عن تزيين الشعر بمثله والوصل به قالوا يحتمل أنه كان محرماً على بني إسرائيل فعوقبوا باستعماله وهلكوا بسببه، أو أن الهلاك كان عند ظهور ذلك في نسائهم، مر في كتاب الأنبياء بعد حديث أبرص وأقرع.
          قوله: (ابن أبي شيبة) بفتح المعجمة عثمان سبق آنفاً و(فليح) مصغر الفلح بالفاء والمهملة و(عطاء بن يسار) ضد اليمين و(الواصلة) المرأة التي تصل شعرها بغيره و(المستوصلة) التي تطلب أن يعمل بها ذلك.
          قوله: (عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء و(الحسن بن [مسلم]) بكسر اللام الخفيفة (ابن يناق) بفتح التحتانية وشدة النون وبالقاف المكي و(صفية) بفتح المهملة بنت شيبة ضد الشباب ابن عثمان القرشي الحجبي و(تمعط) بالمهملتين؛ أي: تساقط شعرها من داء ونحوه(3) و(ابن إسحاق) هو محمد و(أبان) بفتح الهمزة وخفة الموحدة وبالنون ابن صالح بن عمير القرشي مات كهلاً و(الحسن) ابن مسلم المذكور آنفاً.
          و(أحمد بن المقدام) بكسر الميم وإسكان القاف وبالمهملة البصري و(فضيل) مصغر الفضل بالمعجمة ابن سليمان و(منصور بن عبد الرحمن) التيمي و(أمه) اسمها: صفية الحجبية و(شكوى) غير منصرف أي: مرض و(تمرق) بالراء من المروق وهو خروج الشعر من موضعه أو من المرق وهو نتف الصوف وروي في (م) بالزاي أيضاً.
          قوله: (يستحثني) من حثه على الشيء واستحثه بمعنى أي: حضه عليه.
          قوله: (فاطمة) أي بنت المنذر الأسدية و(اللثة) بالتخفيف ما حول الأسنان قال الفقهاء: الموضع الذي وشم صار نجساً، فإن أمكن إزالته بالعلاج وجبت الإزالة وإن لم يمكن إلا بالجرح فإن خيف منه شين أو فوات لم تجب الإزالة.
          قوله: (النامصة) بالمهملة وهي التي تزيل الشعر من الوجه و(المتنمصة) التي يفعل ذلك بها و(أم يعقوب) امرأة من بني أسد.
          فإن قلت: أين في كتاب الله لعنته؟ قلت: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر:7] فيه أن من لعنه رسول الله صلعم فالعنوه {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر:7] فيه أنه نهى عنه ففاعله ظالم، وقال تعالى: {أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود:18].
          قوله: (بين اللوحين) أي: الدفتين أو الذي يسمى بالرجل ويوضع عليه المصحف وهو كناية عن القرآن.
          قوله: (قرأتيه) بياء حاصلة من إشباع الكسرة ومر في سورة الحشر.
          قوله: (محمد) أي ابن سلام و(عبدة) ضد الحرة و(الحصبة) بفتح المهملة الأولى وإسكان الثانية وفتحها وكسرها وهي بثرات تخرج في الجلد حمر متفرقة كحب الجاروس و(امرق) بتشديد الميم فقط وأصله أنمرق أو بتشديده وتشديد الراء أصله تمرق من المروق وهو خروج الشعر عن موضعه وسبب لعنة المذكورات أن فعلهن تغيير لخلق الله وتزوير وتدليس.
          الخطابي: إنما نهى عن ذلك لما فيه من الغش والخداع ولو رخص في ذلك لاتخذه الناس وسيلة إلى أنواع من الفساد ولعله يدخل في معناه صنعة الكيمياء فإن من تعاطاها إنما يروم أن يلحق الصنعة بالخلقة وكذلك كل مصنوع يشبه بمطبوع وهو باب / عظيم من الفساد، وقد رخص أكثر العلماء في القرامل وذلك لا يخفى أنها مستعارة فلا يظن بها تغيير الصورة.
          قوله: (الفضل) بسكون المعجمة (ابن دكين) ومصغر الدكن بالمهملة والنون التميمي الكوفي أبو نعيم وصخر بفتح المهملة وإسكان المعجمة وبالراء ابن جويرية مصغر الجارية ضد الراكدة البصري.
          قال بعض الرواة: قال محمد بن يوسف الفربري جزماً: هو فضل بن زهير بضم الزاي بعد أن كان شاكًّا بينه وبين الفضل بن دكين وكان في كتاب أبي إسحاق إبراهيم المستملي الفضل بن زهير ووقع في نسخة عن النسفي الفضل بن دكين وكلاهما صواب، إذ هو الفضل بن دكين بن حماد بن زهير.
          قوله: (المتوشمات) في بعضها الموتشمات وفي بعضها المستوشمات، و(يحيى) إما ابن موسى وإما ابن جعفر و(العين) أي: الإصابة بالعين حق لها تأثير.
          قوله: (محمد بن بشار) بإعجام الشين و(ابن مهدي) هو عبد الرحمن و(ابن عابس) بالمهملتين وبالموحدة النخعي الكوفي التابعي.
          قوله: (عون) بفتح المهملة وبالواو وبالنون ابن أبي جحيفة مصغر الجحفة بالجيم والمهملة والفاء و(ثمن الدم) لأنه نجس أو هو محمول على أجرة الحجام و(ثمن الكلب) سواء كان معلماً أم لا، جاز اقتناؤه أم لا وإنما لعن (الموكل) أي: المعطى لأنه شريك في الإثم كما أنه شريك في الفعل.
          قوله: (المستوشمة) أي: الطالبة للوشم بها و(زهير) بالتصغير ابن حرب ضد الصلح و(جرير) بفتح الجيم ابن عبد الحميد و(عمارة) بضم المهملة وخفة الميم وبالراء ابن القعقاع بفتح القافين وسكون المهملة الأولى و(أبو زرعة) بضم الزاي وإسكان الراء وبالمهملة هرم بفتح الهاء البجلي بالموحدة والجيم المفتوحتين و(يشم) من الوشم وهو غرز الإبرة في اليد ونحوها وذر الكحل ونحوه فيها و(أنشدكم) بضم المعجمة تقول: نشدتك الله أي سألتك بالله كأنك ذكرته إياه و(الاستيشام) طلب الوشم بها ومر قريباً وبعيداً.
          الزركشي:
          (فتمعط شعرها) أي: سقط، وفي الرواية الثانية: ((فتمرق)) بالراء، أي: انتتف وسقط، ولأبي الهيثم والقابسي بالزاي، وهو بمعنى الأول لكنه لا يستعمل في الشعر في حال المرض.
          (الحصبة) بفتح الحاء وإسكان الصاد وفتحها وكسرها: داء معروف.
          (المتنمصات) بتاء ثم نون التي تنتف الشعر من وجهها، ويروى بتقديم النون على التاء، ومنه قيل للمنقاش: منماص؛ لأنه ينتف.
          (الفضل بن دكين) قال الحافظ أبو ذر الهروي: وفي كتاب أبي إسحاق الفضل بن زهير، وقال: رأيت في أصل عتيق سمع من (خ) دكين، وكان في أصل (خ) شك محمد بن يوسف في دكين وزهير، ثم قال زهير، وأشار الكلاباذي إلى الجمع بينهما فقال: هو الفضل بن دكين بن حماد بن زهير الملائي، واسم دكين: عمرو انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (المتفلجات) الفلج بالتحريك فرجة ما بين الثنايا والرباعيات والفرق فرجة بين الثنيتين.
          قوله: (الواصلة) التي تصل شعرها بشعر آخر وورد المستوصلة التي تأمر بفعل ذلك، وروي عن عائشة ♦ أنها قالت: ليست الواصلة بالتي يعنون ولا بأس أن تعرى المرأة عن الشعر فيصل قرناً من قرونها بصوف أسود، وإنما الواصلة التي تكون بغيًّا في شبيبتها فإذا شابت وصلتها بالقيادة(4).
          قال أحمد بن حنبل لما ذكر له / ذلك ما سمعت ما عجب من ذلك.
          قوله: (المتفلجات) الفلوجة الأرض المصلحة للزرع والجمع: فلاليج قاله الجوهري(5).


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: بل يحتمل أنهم جهلوا مكان الفاعلة له)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: قال بعض العلماء: رحم الله معاوية تنكر وقبل الشعر الذي هو مختلف فيه وقد قتل في وقعة صفين سبعون ألفًا من الصحابة والتابعين بسبب طلبه الخلافة)).
[3] في هامش المخطوط: ((أقول: وهو مثل قول ابن عمر لرجل من أهل العراق: تسألني عن قتل الذباب وقد قتلوا ابن بنت النبي صلعم)).
[4] في هامش المخطوط: ((أقول: كذا رأيت ما قلته وفيه إشكال وذلك من كل خصلة من الخصلتين المذكورتين فوجب اللعن، وإنما الظاهر من الحديث أن الرجل سبب اللعن بدون ضم خصلة إلى أخرى فتأمله)).
[5] في هامش المخطوط: ((أقول: وفيه ناحية بجانب الفرات بقرب بغداد تسمى بالفلوجة)).