مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب البرانس

          ░13▒ باب البرانس
          وقال لي مسدد: ثنا معتمر: إلى آخره، وروى ابن أبي شيبة، عن ابن علية، عن يحيى بن أبي إسحاق قال: ((رأيت على أنس)) إلى آخره.
          ثم ساق حديث ابن عمر السالف: ما يلبس المحرم.
          سئل مالك عن لباس البرانس: أتكرهها فإنها تشبه لباس النصارى؟ قال: لا بأس بها، وقد كانت تلبس هنا. وقال عبد الله بن أبي بكر: ما كان أحد من القراء إلا له برنس يغدو فيه وخميصة يروح فيها.
          وأما لباس الخز وهو بخاء معجمة، وزاي حرير يخلط بوبر وشبهه وأصله من وبر الأرنب فسمي وإن خلط بكل وبر من أجل خلطه.
          وقال ابن العربي في ((سراجه)): هو ما أحَدُ نوعيه السدى أو اللحمة حرير، والآخر سواه فقد لبسه جماعة من السلف، وكرهه آخرون، فممن لبسه: الصديق وابن عباس وأبو قتادة وابن أبي أوفى وسعد بن أبي وقاص وجابر وأنس وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وابن الزبير وعائشة(1)، ومن التابعين ابن أبي ليلى والأحنف وشريح وغيرهم.
          وعن خيثمة أن ثلاثة عشر من أصحاب محمد كانوا يلبسون الخز من الصحابة عشرون نفساً أو أقل أو أكثر.
          وكرهه ابن عمر وسالم والحسن وابن سيرين وسعيد بن جبير وابن المسيب لا تلبسه ولا تتخلى عنه، وجوزه الشافعي باطناً غير ظاهر.
          قال القاضي: والصحيح جوازه؛ لأن الحرير ثبت منعه مع الذهب، بقي غيره على الإباحة لا سيما مع فعل الأعيان من الصحابة. ولأبي داود من حديث عبد الله بن سعد عن أبيه قال: رأيت رجلاً ببخارى على بغلة عليه عمامة خز سوداء، فقال: كسانيها رسول الله. قال (ن): قال بعضهم: إن هذا الرجل عبد الله بن خازم السلمي أمير خراسان.
          ولما ذكره (خ) في ((تاريخه)) قال: ما أرى أنه أدرك رسول الله.
          انتهى كلام ابن الملقن ⌂.
          أقول: ذكره الذهبي في ((الصحابة)) قال عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت أبو صالح السلمي أمير خراسان بطل مشهور قيل له صحبة، انتهى.
          فرع:
          يحرم المركب من الإبريسم وغيره أن زاد درن الإبريسم ويحل عكسه وكذا إن استويا في الأصح عندنا.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: ذكر عائشة غير مناسب هنا فإن النساء يجوز لهن لبس الحرير مطلقاً)).