مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الأكسية والخمائص

          ░19▒ باب الأكسية والخمائص
          فيه حديث عائشة وابن عباس قالا: لما نزل برسول الله الحديث.
          وحديث عائشة: صلى رسول الله في خميصة الحديث.
          وحديث أبي بردة قال: أخرجت إلينا عائشة كساء الحديث وسلف.
          والحديث الأول أخرجه من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة وابن عباس. هذا هو الصواب.
          ووقع في بعض النسخ زيادة: (أبيه) قبل (عائشة / وابن عباس) وهو وهم كما نبه عليه الجياني، والخمائص: جمع: خميصة، أكسية من صوف سود مربعة لها أعلام كانت من لباس السلف.
          وقال الأصمعي: إنها ثياب من خز أو صوف معلمة وهي سود، وسلف ذلك في الصلاة، وعبارة عيسى: الخميصة: كساء من صوف لها علم من حرير، وعبارة ابن فارس: كساء أسود معلم. زاد الجوهري: مربع.
          وقال القزاز: وله علمان. قال: ولذلك أمر الشارع أن يذهب بها إلى أبي جهم ويأتوه بأنبجانية وهي كساء غليظ كثيرة الصوف فعل ذلك تواضعاً، قالوا كلهم: فإن لم تكن معلمة فلا تسمى خميصة.
          وقال الداودي: هي أكسية من صوف دقاق، وربما كانت فيها أعلام، وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة.
          وأبو بردة: اسمه عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري قاضي الكوفة، عزله الحجاج، وجعل أخاه مكانه، مات سنة ثلاث ومائة، وأخوه أبو بكر عمرو مات في ولاية خالد بن عبد الله القسري على العراق، قال ابن نمير: كان أبو بكر أكبر من أبي بردة، وقد اتفق عليهما.
          وأبو جهم: اسمه عامر، وقيل: عبيد أخو أبي خيثمة ومورق وبنيه، كلهم أسلموا ولهم صحبة.
          قال ابن عباس: كان في قريش أربعة يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم يعني في النسب: عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وأبو جهم بن حذيفة، وحويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
          قال والدي ⌂:
          (باب المغفر) بكسر الميم، زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة و(أبو الوليد) بفتح الواو هشام الطيالسي و(الحبرة) بكسر المهملة بوزن العنبة البرد اليماني و(الشملة) كساء يشمل به و(خباب) بفتح المعجمة وشدة الموحدة الأولى ابن الأرت و(شكونا) أي: عن الكفار وإيذائهم لنا و(نجران) بفتح النون وإسكان الجيم وبالراء وبالنون بلد من اليمن.
          وفيه زهد رسول الله صلعم وحلمه وكرمه مر في باب ما كان صلعم يعطي المؤلفة في كتاب الجهاد.
          قوله: (أبو حازم) بالمهملة والزاي سلمة و(منسوج) يعني كانت لها حاشية وفي نسجها مخالفة لنسج أصلها لونا ودقة ورقة و(جسها) بالجيم والمهملة أي: مسها بيده، ومر الحديث في الجنائز في باب من استعد الكفن وفيه حسنها من التحسين.
          قوله: (تضيء) لازماً ومتعدياً و(عكاشة) بضم المهملة وخفة الكاف وشدتها وبالمعجمة (ابن محصن) بكسر الميم وإسكان المهملة الأولى وفتح الثانية وبالنون الأسدي.
          فإن قلت: قد مر في كتاب الطب أن عكاشة قال ذلك في قصة الذين لا يسترقون ولا يتطيرون قلت: القصة واحدة ولا منافاة بينهما.
          قوله: (عمرو بن عاصم) القيسي البصري و(همام) هو ابن يحيى وإنما كان الحبرة أي: البرد اليماني أحب الثياب إليه؛ لأنه ليس فيه كبير زينة ولأنه أكثر احتمالاً للوسخ.
          و(عبد الله) هو ابن محمد بن أبي الأسود و(معاذ) بضم الميم وبالمهملة ثم المعجمة ابن هشام الدستوائي و(سجى) / أي غطى (ببرد حبرة) بالإضافة والصفة. و(الخمائص) جمع الخميصة وهو كساء أسود مربع له علمان و(يحيى بن بكير) مصغر البكر بالموحدة و(عقيل) بضم المهملة و(عبيد الله بن عبد الله بن عتبة) بسكون الفوقانية و(نزل) أي المرض و(اغتم) أي: احتبس نفسه و(يحذر) لأنه بالتدريج يصير مثل عبادة الأصنام.
          قوله: (حميد) بالتصغير ابن هلال أخو البدر و(أبو بردة) بضم الموحدة وبالراء والمهملة عامر بن أبي موسى الأشعري و(أبو جهم) بفتح الجيم وتسكين الهاء عامر بن حذيفة مصغر الحذفة بالمهملة والمعجمة والفاء، ابن غانم العدوي من عدي ابن كعب القرشي.
          قال في ((الاستيعاب)): كان من المعمرين عمل في الكعبة مرتين مرة في الجاهلية حين بناها قريش وكان غلاماً قويًّا ومرة في الإسلام حين بناها ابن الزبير وكان شيخا فانياً(1) وهو أهدى إلى رسول الله صلعم خميصة شغلته في الصلاة فردها عليه وقيل إن رسول الله صلعم أتي بخميصتين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم ثم بعد الصلاة بعث إليه التي لبسها وطلب الأخرى منه.
          و(الأنبجانية) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الموحدة وخفة الجيم وكسر النون وشدة التحتانية وخفتها الكساء الغليظ، وقيل: إذا كان فيها علم فهو خميصة وإن لم تكن فإنبجانية مر في باب إذا صلى في ثوب له أعلام.
          الزركشي:
          (فجبذه بردائه) صوابه ببرده لقوله أوله: ((عليه برد نجراني غليظ الحاشية)) وهو لا يسمى رداء.
          (عكاشة) بتشديد الكاف وتخفيفها.
          (فقام رجل من الأنصار) هذا يرد على ما حكاه ابن عبد البر أنه كان من المنافقين، وإنما ترك الدعاء له لذلك، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قال الحافظ أبو ذر: لم يرو حديث المغفر عن الزهري إلا مالك.
          وقال شيخنا زين الدين العراقي: وقد روى من عدة طرق غير طريق مالك من رواية ابن أخي الزهري، وأبي أويس عبيد الله بن عبد الله بن أبي عامر ومعمر والأوزاعي كلهم عن الزهري.
          وأما رواية ابن أخي الزهري فرواها البزار في ((مسنده)) وأما رواية أبي أويس فرواها ابن سعد في ((الطبقات)) وابن عدي في ((الكامل))، وأما رواية معمر فذكرها ابن عدي في ((الكامل))، وأما رواية الأوزاعي فذكرها المزي في ((الأطراف)).


[1] في هامش المخطوط: ((فإن الأولى بنته قريش والنبي صلعم إذ ذاك بعد شاب لم يتنبأ، وبناء ابن الزبير كان في سنه.
أقول: كان بين البنائين نحو)).