مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب لبس القميص وقول الله تعالى حكاية عن يوسف

          ░8▒ باب لبس القميص
          وقول الله تعالى حكاية عن يوسف: {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي}الآية [يوسف:93].
          فيه حديث ابن عمر أن رجلاً الحديث وسلف.
          وحديث جابر قال: أتى النبي صلعم عبد الله بن أبي الحديث.
          وحديث نافع عن عبد الله قال: لما توفي عبد الله بن أبيٍّ.. الحديث، وسلفا في الجنائز.
          قلت: وجاء ذكر القميص في أحاديث أخر.
          منها: حديث عائشة السالف في الجنائز كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص.
          ومنها: حديث أم سلمة عند (ت): كان أحب الثياب إلى رسول الله القميص. ثم قال: حسن غريب إنما نعرفه من حديث عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة، عن أمه عنها وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث ابن بريدة عن أمه عن أم سلمة أصح.
          ومنها حديث أسماء بنت يزيد بن السكن قالت كان كم رسول الله إلى الرسغ أخرجه أيضاً وفيما ذكرناه رد على ابن العربي في ((سراجه)): ما سمعت للقميص ذكراً صحيحاً إلا في الآية السالفة، وحديث ابن أبي وتكفينه في قميصه، ولم أر لهما ثالثاً فيما يتعلق برسول الله في خاصته صحيحاً.
          قال ابن بطال: فيه أن لبس القميص من الأمر القديم، وكذا كل ما ذكر في حديث ابن عمر من السراويل والبرانس وغيرهما.
          قوله في المحرم، في حديث ابن عمر: ((من لا يجد النعلين فليلبس ما أسفل من الكعبين)).
          قال ابن حبيب: كان هذا في بدء الإسلام والنعال قليلة، فأما الآن فلا يلبس الخفين وإن قطعهما أسفل من الكعبين، وقال غيره: ظاهر قول مالك خلاف ذلك.
          قال الداودي: في حديث أبي هذا خلاف حديث أنس، وأرى حديث أنس هو المحفوظ؛ لأنه قال هنا: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟ وفي آخره: فنزلت: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم} [التوبة 84] جعل النهي بعد قوله: أليس قد نهاك. هذا هو المحفوظ؛ وإنما أنزل بعد التخيير: {سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} الآية [المنافقون:6]، وفي حديث ابن أبي نزلت هذه في حياته، والصحيح ما رواه أنس، وإنما فعل ذلك رجاء التخفيف عنه(1).


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: قال الداودي رجاء التخفيف فيه فإن الكافر لا يخفف عنه العذاب، قال تعالى: {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} وسلف في قصة أبي طالب هذا الإشكال والجواب)).