مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: قبالان في نعل ومن رأى قبالًا واحدًا واسعًا

          ░41▒ باب قبالان في نعل
          القبال بكسر القاف: زمام النعل، وهو: السير الذي يكون بين الأصبعين الوسطى والتي تليها، وقد أقبل نعله وقابلها: إذا عمل لها قبالاً، وفي الحديث: ((قابلوا النعال)) أي: اعملوا عليها القبال، قاله أبو عبيد قال: وقد فسره بعضهم بأن يثني ذؤابة الشراك إلى العقدة، والأول هو الوجه.
          فيه حديث همام، عن قتادة، ثنا أنس أن نعل النبي صلعم كان لها قبالان.
          وحديث عيسى بن طهمان قال: أخرج لنا أنس نعلين لهما قبالان، فقال ثابت: هذه نعل النبي صلعم.
          قوله: (همام) كذا هو في الأصول، قال الجياني: وفي نسخة أبي محمد بن راشد، عن ابن السكن: (هشام) بدل (همام)، وليس بشيء، وقد رواه (ن) في ((سننه)) من طريق همام.
          وروى من طريق حماد بن سلمة، ثنا قتادة، عن أنس.
          وهذا كله مباح قبالان وقبال، وليس في ذلك شيء لا يجزئ غيره ومعنى لها قبالان: مجعول لها ذلك، إذ لا معنى للإضافة إلا ذاك أو نحوه، ولعله يكون مشتقًّا من قبال القد، وقبال كل شيء أوله، وقبله أيضاً، ومنه يقال للناصية والعرف القبال، لأنهما يستقبلان الناظر(1) /
          وبإسنادنا إلى أبي الحسن علي بن إبراهيم التليسي لنفسه:
يا مبصراً تمثال نعل نبيه                     قبل مثال النعل لا متكبرا
واعكف به فلطالما عكفت به                     قدم النبي مروحاً ومبكرا
أو ما ترى أن المحب مقبل                     طللاً وإن لم يلق فيه مخبرا


[1] في هامش المخطوط: ((وهذه صفة نعل سيدنا رسول الله صلعم روينا بالأسانيد من مشايخنا من مبتدأه إلى منتهاه أن هذا التمثال المشرف كان عند الصديقة عائشة وتوارثوه إلى هلم جرًّا.
(يوجد رسم توضيحي في ص80 وقال: هاتان النقطتان موضع القبالين)).