مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب القبة الحمراء من أدم

          ░42▒ باب القبة الحمراء من أدم
          فيه حديث أبي جحيفة: أتيت النبي صلعم وهو في قبة حمراء الحديث، وسلف، والوضوء بالفتح: ما يتوضأ به على الأفصح.
          ثم قال: ثنا أبو اليمان.. إلى آخره.
          وقال الليث: حدثني يونس.. إلى آخره.
          هذا التعليق وصله الإسماعيلي، عن ابن هانئ، ثنا الرمادي، ثنا أبو صالح، ثنا الليث به.
          وفيه: أن الأدم يجوز استعماله في القباب والبسط، وما أشبه ذلك للأئمة الصالحين.
          قال والدي ⌂:
          (باب ما يدعى).
          قوله: (أبو الوليد) بفتح الواو هشام الطيالسي و(أم خالد) ابن الزبير بن العوام بنت خالد بن سعيد بن العاص و(أسكت القوم) من الإسكات بمعنى السكوت ويقال: تكلم الرجل ثم سكت بغير ألف وإذا انقطع كلامه فلم يتكلم قلت أسكت.
          و(أبلي) من الإبلاء وهو جعل الثوب عتيقاً و(اخلقي) من الإخلاق والخلوقة وهما بمعنى واحد مر الحديث مر قريباً في باب الخميصة السوداء.
          فإن قلت: ثمة قال خميصة سوداء وكذا هنا وقال في الجهاد قميص أصفر قلت: لا يمتنع الجمع بينهما إذ لا منافاة في وجودهما.
          قوله: (ورس) بفتح الواو وسكون الراء وبالمهملة، نبت أصفر يكون باليمن. و(مربوعاً) أي لا طويلا ولا قصيراً.
          قوله (قبيصة) بفتح القاف وكسر الموحدة وبالمهملة و(أشعث) أفعل الصفة بالمعجمة والمهملة والمثلثة ابن أبي الشعثاء و(معاوية بن سويد بن مقرن) بالقاف وكسر الراء المشددة و(التشميت) بإعجام الشين وإهمالها، والأربعة الباقية هي إجابة الداعي وإفشاء السلام ونصر المظلوم وإبرار المقسم.
          (الديباج) فارسي معرب أيضاً، فإن قلت: ما الفرق بينهما؟ قلت: الديباج الرقيق من الحرير والإستبرق الغليظ.
          فإن قلت: هما نوعان من جنس الحرير فما الفائدة في ذكرهما بعد ذكره؟ قلت: كأنهما صارا جنسين آخرين مستقلين فخصصهما بالذكر.
          وفيه وجوه أخر سبقت في الجنائز.
          و(القسي) منسوب إلى القس بالقاف والمهملة المشددة و(المياثر) جمع الميثرة بكسر الميم وإسكان التحتانية وبالمثلثة تقدم آنفاً.
          فإن قلت: ما وجه التقييد بالحمر وهي منهي عنها إذا كانت من الحرير حُمراً وغيرها؟ قلت: ذلك لبيان الواقع فلا اعتبار لمفهومه والاثنان المكملان للسبع هما خواتيم الذهب وأواني الفضة.
          قوله: (السبتية) بكسر المهملة وسكون الموحدة وبالفوقانية منسوباً إلى ما سبت عنها الشعر أي حلق وقطع وقيل هي المدبوغة بالقرظ وكانت عادة العرب لباس النعال بشعرها وغير مدبوغة و(سعيد ابن يزيد) بالزاي أبو سلمة بفتح الميم واللام الأزدي البصري و(عبد الله بن مسلمة) أيضاً بفتحتين مثله و(عبيد بن جريج) بالتصغير فيهما لضد الحر وللجرج بالجيمين والراء و(اليمانيين) بالتخفيف وهو الذي فيه الحجر / الأسود والذي يليه من جهة اليمن ويقال لهما اليمانيان تغليباً و(يصبغ) بضم الموحدة وفتحها والمراد به صبغ الثوب وقيل الشعر.
          و(أهل) أي: أحرم و(الهلال) هلال ذي الحجة و(يوم التروية) هو اليوم الثامن من ذي الحجة وسميت بها؛ لأنهم كانوا يتروون فيه من الماء ويحملونه معهم إلى عرفات للشرب وغيره، وقيل لرؤيا إبراهيم ◙ وقيل: لتفكره في ذبح إسماعيل ومر الحديث في كتاب الوضوء في باب غسل الرجلين في النعلين.
          قوله: (فليلبس) خفين مطلق محمول على المقيد السابق وهو أنه يقطعهما أسفل من الكعبين ثم يلبسهما.
          قوله: (حجاج) بفتح المهملة وشدة الجيم الأولى (ابن منهال) بكسر الميم وسكون النون و(أشعث) بفتح الهمزة والمهملة وسكون المعجمة بينهما وبالمثلثة (ابن سليم) مصغر السلم أبو الشعثاء و(الترجل) تمشيط الشعر؛ أي: في تسريح شعره و(أبو الزناد) بكسر الزاي وخفة النون عبد الله و(الأعرج) هو عبد الرحمن.
          قوله: (ليخلعهما) وفي بعضها ليحفهما من الإحفاء أي: ليجردهما يقال حفى يحفي أي: بلا خف ولا نعل وأولهما خبر الكون و(ينعل) جملة حالية، وهو بلفظ مذكر المعروف من الإنعال وفي بعضها بمؤنث المجهول.
          الطيبي: أولهما متعلق بقوله ينعل وهو خبر كان ذكره بتأويل العضو أو هو مبتدأ وينعل خبره والجملة خبر كان.
          الخطابي: نهيه صلعم عن المشي في النعل الواحدة لمشقة المشي على مثل هذه الحالة ولعدم الأمن [من] العثار مع سماجته في الشكل وقبح منظره في العيون إذ كان يتصور ذلك عند الناس بصورة إحدى رجليه أقصر من الأخرى.
          قوله: (قبالان) بكسر القاف وبالموحدة مثنى القبال. الجوهري: قبال النعل الزمام الذي يكون بين الأصبع الوسطى والتي تليها والزمام وهو السير الذي يعقد فيه الشسع و(واسعا) أي: جائزاً.
          و(همام) هو ابن يحيى العوذي بفتح المهملة وإسكان الواو وبالمعجمة البصري و(محمد) أي: ابن مقاتل بالقاف وكسر الفوقانية المروزي و(عبد الله) أي: ابن المبارك و(عيسى بن طهمان) بفتح المهملة وسكون الهاء وبالنون البكري بالموحدة الكوفي و(ثابت) ضد الزائل البناني بضم الموحدة وخفة النون الأولى.
          فإن قلت: كيف دل على الجزء الثاني من الترجمة؟ قلت: مقابلة المثنى بالمثنى تفيد التوزيع فلكل واحدة منهما قبال، وأما دلالته على الجزء الأول منها فمن حيث قال: إن نعل النبي صلعم كان لها قبالان والنعل صادقة على واحدة.
          قوله: (محمد بن عرعرة) بفتح المهملتين وإسكان الراء الأولى و(عمر بن أبي زائدة) ضد الناقصة و(عون) بفتح المهملة وإسكان الواو وبالنون و(أبو جحيفة) مصغر الجحفة بالجيم والمهملة والفاء وهب بن عبد الله الكوفي و(الوضوء) بفتح الواو.
          فإن قلت: فيه من أدم لا يدل على أنها حمراء وقد عقد الترجمة عليه؟ قلت: يدل على بعض الترجمة وكثيراً يقصد (خ) ذلك، ومر الحديث مع سبب الجمع في الجهاد في باب ما كان يعطي النبي صلعم المؤلفة.
          الزركشي:
          (السبتية) بكسر السين، قيل: ما سبت عنه الشعر؛ أي: قطع، وقيل: المدبوغة بالقرظ؛ لأنها أسبتت بالدباغ؛ أي: لانت.