عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم الليلة؟
  
              

          ░125▒ (ص) بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: هَلْ أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ وَطَعْنِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ فِي الْخَاصِرَةِ عِنْدَ الْعِتَابِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكر قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم اللَّيلة؟ وهذا المقدار زاده ابن بَطَّالٍ في «شرحه»، ولم يذكر غيرُه إلَّا (باب طعن الرجل ابنته في الخاصرة عند العتاب)، ثُمَّ قال ابن بَطَّالٍ: لم يخرِّج البُخَاريُّ فيه حديثًا، وأخرج في أَوَّل «كتاب العقيقة» رواية أنسٍ قال: كان ابنٌ لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فقُبِضَ الصَّبيُّ، فلمَّا رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أمُّ سُلَيمٍ: هو أَسْكَنُ مِمَّا كان، فقرَّبت إليه العشاء فتعشَّى، ثُمَّ أصاب منها...، الحديث إلى أن قال: «أعرستم اللَّيلة؟» فذكره، وهو مِن أَعْرَسَ الرجلُ فهو مُعرِّس؛ إذا دخل بامرأته عند بنائها، وأراد به ههنا: الوطء، فسمَّاه إعراسًا؛ لأنَّه مِن توابع الإعراس، ولا يقال فيه: عرس.
          قوله: (وَطَعْنِ الرَّجُلِ) عطفٌ على قوله: (قول الرجل)، وهو مصدرٌ مضافٌ إلى فاعله، و(ابْنَتَهُ) بالنصب مفعوله.
          قوله: (عِنْدَ الْعِتَابِ) أي: في حالة المعاتبة.