عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: لا يطرق أهله ليلا إذا أطال الغيبة مخافة أن يخونهم
  
              

          ░120▒ (ص) بابٌ: لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا إِذَا أَطَالَ الْغَيْبَةَ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَر فيه: لا يطرق الغائب عن أهله ليلًا.
          و(يَطْرُقُ) بِضَمِّ الراء، مِنَ الطروق؛ وهو إتيان المنزل ليلًا، يقال: أتانا طُروقًا؛ إذا جاء ليلًا، وهو مصدرٌ في موضع الحال، وقوله: (لَيْلًا) تأكيدٌ؛ لأنَّ الطروق لا يكون إلَّا ليلًا، وذكر ابن فارسٍ أنَّ بعضَهم حكى أنَّ الطروق قد يقال في النهار، فعلى هذا التأكيدُ لا يكون إلَّا على القول الأَوَّل، وهو المشهور، وقيَّد بقوله: (إِذَا طَالَ الْغَيْبَةَ) / لأنَّه إذا لم يُطِلها لا يُتوهَّم ما كان يتوهَّمه عند إطالة الغيبة.
          قوله: (مَخَافَةَ) نصب على التعليل، وهو مصدرٌ ميميٌّ؛ أي: لأجل خوف أن يخوِّنهم، وكلمة (أن) مصدريَّةٌ؛ أي: لأجل خوفِ تخوينه إيَّاهم، وهو بالنون، مِنَ الخيانة؛ أي: ينسبهم إلى الخيانة.
          قوله: (أَوْ يَلْتَمِسَ) أي: يطلب عثراتهم، جمع (عَثْرة) وهو _بالمُثَلَّثة_ الزَّلَّة، وقال ابن التين: قوله: «إِذَا طَالَ...» إلى آخره ليس في أكثر الروايات.