عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: {قوا أنفسكم وأهليكم نارا}
  
              

          ░81▒ (ص) بابُ / قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}.
          (ش) أي: هذا بابٌ في قولِه ╡ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ}[التحريم:6] يعني: احفظوا أنفسكم بترك المعاصي وفعلِ الخيرات والطاعات.
          و({قُوا}) أمرٌ مِن وَقى يقِي، أصله: (اُوقِيوا) لأنَّك تقول: اِوْقِ اوقيَا اُوقُيوا، واستُثقِلت الضمَّة على الياء، فنُقلَت إلى ما قبلها بعد سلبِ حركته، فحُذِفَت، فصار (اوقوا)، وحُذِفَت الواو تبعًا لفعله الذي أُخِذَ منه _أعني: (يَقِي) _ لأنَّ أصله: (يَوْقِي)، فحُذِفَت الواو لوقوعِها بين الياء والكسرة، واستغنت عنِ الهمزة، فحُذِفَت فصار (قُوا) على وزن (عُوا) لأنَّ المحذوف منه فاءُ الفعل ولامُه، فافهم.
          قوله: ({وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}) يعني: مُروهم بالخيرِ وانهَوهُم عن الشرِّ، وعلِّموهم وأدِّبوهم، وقيل: {وأهليكُم} بأن تأخذوهم بما تأخذون به أنفسَكم، تَقوهم بذلك {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.