عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب خروج النساء لحوائجهن
  
              

          ░115▒ (ص) بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ لِحَوَائِجِهِنَّ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان جواز خروج النساء لأجل حوائجهنَّ؛ وهو جمع (حاجة)، وقال الداوديُّ: جمع «الحاجة» حاجات، وجمع الجمع: حاجٌ، ولا يقال: حوائج، وقال ابن التين: الذي ذكر أهلُ اللُّغة أنَّ جمع «حاجة» حوائج، وقول الداوديِّ غير صحيحٍ، وفي «المنتهى»: «الحاجة» فيها لغاتٌ: حاجةٌ وحوجاء وحائجة، فجمعُ السلامة: حاجاتٌ، وجمع التكسير: حاجٌ؛ مثل: راحةٍ وراحٍ، وجمع «حَوجَاء» حَوَاجٍ؛ مثل: صحراءٍ وصَحَارٍ، ويُجمَع على «حِوَجٍ» أيضًا؛ نحو: عَوجاء وعِوَجٍ، وجمع «الحاجة» حَوائج؛ مثل: جائحةٍ وجوائحٍ، وكان الأصمعيُّ يُنكِرُه، ويقول: هو مُولَّدٌ، وإِنَّما أنكره لخروجه عن القياس في جمع «حاجة» وإلَّا فهو كثيرٌ في الكلام، قال الشاعر:
نَهَارُ المَرْءِ أَمْثَلُ حِينَ يَقْضِي                     حَوَائِجَهُ مِنَ اللَّيلِ الطَّوِيلِ
          ويقال: ما في صدره حَوجاء ولا لَوجاء، ولا شَكٌّ ولا مِريةٌ؛ بمعنًى واحدٍ، ويقال: ليس في أمرك حُوَيجاء ولا لُوَيجاء، ولا لفلانٍ عندك حاجةٌ ولا حائجةٌ ولا حُوَيجاء ولا حواشيةٌ _بالشين والسين_ ولا لُماسةٌ ولا لُبابةٌ ولا إربٌ ومأربةٌ ونواةٌ وبهجةٌ وأشكلةٌ وشاكلةٌ وشكلةٌ وشهلاء؛ كلُّه بمعنًى واحدٍ.