عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها
  
              

          ░7▒ (ص) باب قَوْلِ الرَّجُلِ لأَخِيهِ: انْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ شِئْتَ؛ حَتَّى أَنْزِلَ لَكَ عَنْهَا، رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ ☺ .
          (ش) أي: هذا بابٌ في (قَوْلِ الرَّجُلِ...) إلى آخره، والذي يظهر لي أنَّهُ إِنَّما وضع هذه الترجمة التي هي لفظ حديثِ عبد الرَّحْمَن بن عوف الذي مضى في أَوَّل (البيوع) إشارةً إلى أنَّهُ رواه فيه مِن طريقين؛ أحدهما: عن نفس عبد الرَّحْمَن بن عوف، والآخر: عن أنسٍ مِن طريق زهير عن حُميد عنه يخبر عَن عبد الرَّحْمَن بن عوف، وهنا أيضًا رواه مِن حديث سفيان عَن حُميد / عنه يخبر عن عبد الرَّحْمَن، وأخذ البُخَاريُّ فيه هذه الألفاظ التي هي الترجمة مِن نفس الحديث ووضعها ترجمةً تنبيهًا على فوائد كثيرة:
          منها: وضعه تراجم غريبة في مواضع كثيرة في الكتاب.
          ومنها: الإشارة إلى اتِّساع روايته.
          ومنها: بيان ما فيه مِنَ الاختلاف في الأسانيد وفي المتون وغير ذلك.
          قوله: (حَتَّى أَنْزِلَ لَكَ عَنْهَا) أي: حَتَّى أطلِّقها وتنقضي عدَّتها وتأخذها.
          قوله: (رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ) أي: روى هذا البابَ الذي هو الترجمة عبدُ الرحمن في حديثه، على ما مرَّ في أَوَّل (البيوع).