التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث: كانَ في الزبير ثلاث ضربات بالسيف

          3973- الحديث التَّاسع: حديث عُرْوَةَ: (كَاَنَ في الزُّبَيْرِ ثَلاَثُ ضَرَبَاتٍ بِالسَّيْفِ، إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيهَا، قَالَ: ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَرْمُوكِ).
          وفيه أنَّ في سيفه فَلَّة فُلَّها يومَ بدرٍ، وأنشد عبدُ الملك بن مروان:
(بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ)
          قَالَ هِشَامٌ: (فَأَقَمْنَاهُ بَيْنَنَا ثَلاَثَةَ آلاَفٍ، وَأَخَذَهُ بَعْضُنَا، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ).
          3974- وعنه: (كَانَ سَيْفُه مُحَلًّى بِفِضَّةٍ، قَالَ هِشَامٌ: وَكَذا سَيفُ عُرْوَةَ).
          3975- وعنه في شَدَّةِ يومِ اليرموكِ: (حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا، فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ عُرْوَةٌ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ، قَالَ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ، وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلًا).
          فيه ذكرُ المرءِ لمناقبِ والده، و(اليَرْمُوكِ) بسكون الرَّاء، وتعدادُ الضَّربات اخُتلِف في موضعها ومكانها، هل إِحداهنَّ في عاتقه أو كلُّهنَّ، أو ثنتين يوم بدر / والأخرى يوم اليرموك، أو عكسه، وأوَّلُ البيت المذكور:
وَلَا عَيْبَ فِيهمْ غَيرَ أنَّ سُيوفَهُم                     ..................
          و(قِرَاعِ الكَتَائِبِ) هو أن تقربَ بعضُ الجيوش بعضًا.
          وقوله: (فأقمناه) يقال: قوَّمتُ الشَّيءَ تقويمًا، وهو ما يَقُومُ مِنْ ثمنِه مقامَه، وأهل مكَّة يقولون: استقمتُ المتاع أي قوَّمته، وفيه المنافسة في سيف الشُّجاع، وأنَّ الفَلَّ لا يَعيبُ السَّيفَ الجيَّد بل يبيِّن فضلَه، وضبطه الدِّمْياطيُّ: (فُلَّهَا) بضمِّ الفاء خطًّا.
          وفيه تحليتُهُ بالفضَّة، وفيه تعليمُ الطِّفل القتالَ بحضور والده معه.