التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم

          ░76▒ (بَاب قِصَّةُ وَفْدِ طَيِّئٍ وَحَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ)
          4394- ذكر فيه حديثَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ☺ قَالَ: (أَتَيْنَا عُمَرَ ☺ فِي وَفْدٍ، فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا وَيُسَمِّيهِمْ، فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى، أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، فَقَالَ عَدِيٌّ: فَلاَ أُبَالِي إذنْ).
          عَدِيُّ بن حاتمٍ هو ابنُ عَديِّ بن سعد بن الحَشْرَج الطَّائيُّ، ولدُ حاتمٍ الموصوف بالجود، وكان عَديٌّ طُوالًا مِنْ سادات النَّاس، وكان في الجاهليَّة نصرانيًّا، فلمَّا بُعث رَسُولُ الله صلعم، وأغارت خيله على أرض طيِّئٍ فرَّ عَدِيٌّ إلى الشَّام، وأخذتْ خيل المسلمين أختَه، فأُتِيَ بها رَسُولُ الله صلعم فجعلَها مع نسائهم في موضعٍ، ومرَّ بها رَسُولُ الله صلعم يومًا فأشار إليها، فقالت: يا رَسُولَ الله، هلك الوالد وغاب الوافد، وأنا ابنة حاتمٍ فامْنُنْ عليَّ مَنَّ الله عليك، قال: ((ومَنْ وَافِدُكِ؟))، قالت: عَديُّ بن حاتمٍ، قال: ((الفارُّ مِنَ اللهِ ورسولهِ؟!)) ثُمَّ مضى وتركها، ثُمَّ مرَّ بها الغد، فقالت مثل ذلك، ثُمَّ الثَّالث كذلك، فمَنَّ عليها وحملَها وكَسَاها وأعطاها نفقةً، ثُمَّ جاء أخوها فأسلم، كما ساقَه ابنُ إسحاقَ بطوله.
          وقوله: (فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا، فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟) يدلُّ أنَّهُ قال له: ما اسمك؟ وعُمِّيَ عن اسمه، ويجري ذلك كثيرًا.