التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب السرية التي قبل نجد

          ░57▒ (بَابُ: السَّرِيَّةِ الَّتِي قِبَلَ نَجْدٍ)
          4338- ذكر فيه حديثَ ابنِ عُمَرَ ☻: (بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم سَرِيَّةً قَبِلَ نَجْدٍ، فَكَنْتُ فِيهَا، فَبَلغَتْ سُهْمَانُنَا اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلْنَا بَعِيرًا بَعِيرًا، فَرَجَعْنَا بِثَلاَثَةَ عَشَرَ بَعِيرًا).
          هذا الحديث سلف في الخُمس [خ¦3134]، وفي لفظٍ:أو أحدَ عشرَ بعيرًا، وفي مسلمٍ: ونُفِّلوا بَعيرًا بعيرًا، فلم يغيِّره رَسُولُ الله صلعم. وفي أبي داود: فنَفَّلَنَا أَميرُنا بَعيرًا بَعيرًا لكلِّ واحدٍ، فلمَّا قَدِمنا لم يغيِّر رَسُولُ الله صلعم ما صنعَ. وهذا هو المراد برواية: فنَفَّلنا رَسُولُ الله صلعم بعيرًا بعيرًا، أي أقرَّنا على ما نَفَّلنا أميرُنا.
          وهذِهِ السَّريَّة ذكر ابن سعدٍ أنَّها كانت في شعبان سنة ثمانٍ، وأنَّ الأميرَ أبو قَتادة، أرسلَه صلعم إلى خَضِرةَ أرضِ محاربٍ بنجدٍ، ومعه خمسةَ عشرَ رجلًا، فغنموا مئتي بعيرٍ وألفي شاةٍ وسبَوا سبايا كثيرةً، وكانت غَيبَتُهم خمسَ عشرةَ ليلةً، وجمعوا الغنائم فأخرجوا الخُمس فعزلوه، وقسموا ما بقي على السَّريَّة، قال ابن التِّينِ: ورُوي أنَّهم كانوا عشرةً وأنَّهم غنموا مئةً وخمسين بعيرًا، وأنَّهُ صلعم أخذ ثلاثين منها، قال: فلو كان النَّفَل مِنْ خُمس الخُمس لم يعمَّهم ذلك، وقد ذكرنا ذلك أيضًا هناك.